على المدرب التونسي نصر الدين النابي أن يعرف أن الهلال متسيّد السودان دون منازع.. طولاً وعرضاً.. ورغم خروجه الموسم الماضي دون حمص، لكنه يبقى الفريق رقم واحد.. شاء من شاء وأبى من أبى.. تسيّد الهلال للكرة السودانية تسيّداً مطلقاً بالأرقام وليس بتزييف التاريخ.. والأعداء قبل الأصدقاء يدركون ذلك.. وليعلم النابي أن الهلال لم يتعاقد معه من أجل الفوز بالدوري الممتاز أو كأس السودان، بل من أجل قيادته لمنصات التتويج الخارجية.. وفي البال ما حققه النابي مع ليوبارد الكنغولي عندما قاده لكأس الكونفدرالية 2012. والهلال الذي يصنف ضمن أكبر فرق القارة السمراء، عجز وبكل صراحة عن الفوز بأي لقب خارجي منذ تأسيسه رغم وصوله لنهائي الأندية الأفريقية مرتين، بل كان المرشح الأول للفوز بدوري أبطال أفريقيا في عامي 2007 و2009، ولكن لأخطاء مشتركة بين أسرة النادي وعدم التوفيق فشل في الوصول للنهائي واكتفى بنصف النهائي، كما أنه كان المرشح الأول للقب الكونفدرالية 2012، ولكنه خرج من سباق النهائي بفارق الأهداف عن دجوليبا المالي. والأمور الآن تبدو أفضل والظروف أحسن بكثير من المواسم الثلاثة الماضية والمجلس يوفر كل معينات الإعداد، وسيرحل الفريق اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة لإقامة معسكر إعدادي تحت ضيافة الأهلي القطري ولن يجد النابي أفضل من هذا المعسكر لتنفيذ كل ما يريده في الإعداد وتجهيز لاعبيه جيداً قبل الدخول في المعارك المحلية والأفريقية، واللاعبون مطالبون بوضع خروجهم من الدور الأول من دوري أبطال الموسم الماضي في بالهم من أجل تقديم الأفضل. ويجب على الهلال، «إدارة ولاعبين وجهاز فني وجمهور وإعلام» أن يعلن الحرب اليوم قبل الغد على أفريقيا، ووضع كل ثقله في دوري أبطال أفريقيا الذي ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لأهل النادي، خاصة وأن الملعب المالي الذي سيواجه الهلال في الدور الأول، فريق شرس ويكفي أن معظم لاعبيه يسيطرون على تشكيل منتخب مالي الذي يشارك الآن في بطولة المحليين بجنوب أفريقيا، فالحذر منه واجب حتى لا تتكرر كارثة سيوي سبورت العاجي. معسكر الهلال الذي سيعقده بالدوحة لابد أن يكون للإعداد الجاد مع أداء أكثر عدد من المباريات، ومع فرق قوية وجاهزة دون الخوف من النتائج، وأن يخسر الهلال من فريق كبير وجاد افضل له ألف مرة من الفوز على فريق بلا حول او قوة.. وجمهور الهلال يتفاءل كثيراً بمعسكرات الدوحة ومعظم غارات الهلال على أفريقيا في المواسم الماضية بدأت منها واجتاحت أفريقيا. لا نريد من الهلال أن يلعب مباراة مع فريق عالمي كبير تدخله التاريخ لأنه الرقم الصحيح والاسم المعرف في السودان، ولكن نريد منه أن يلعب مباريات تعود عليه بالفائدة الفنية، بعيداً عن الجانب المعنوي الذي قد يأتي بنتائج عكسية على الفريق.. فليلعب الهلال مع فرق تريد أن تفوز عليه، حتى يقف المدرب على مستوى لاعبيه وأين وصل معدل اللياقة والانسجام بينهم. فالهلال الذي يحكم سيطرته على الكرة السودانية، ويهيمن على بطولة الدوري الممتاز، التي فاز بكل أرقامها القياسية هو نفس الهلال الذي عجز عن تخطي نصف النهائي بدوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية في السنوات السبع الأخيرة.. فالنابي مطالب أن يجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة التي تحول بين الهلال والألقاب الخارجية ولن نطلب منه تفسيراً أو تشخيصاً لهذه الحالة بل تطبيقاً على أرض الواقع. وإعلان الحرب وتجهيز الفريق عدةً وعتاداً لدوري أبطال أفريقيا منذ الآن هو الحل الوحيد لوصول الهلال إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، والهلال مؤهل لذلك وعلى لاعبيه أن يؤمنوا بقدراتهم وأنفسهم من أجل دخول التاريخ.