موافقة التونسي نصر الدين النابي مدرب الهلال على أداء مباراة زينت الروسي أمس رغم رفضه مواجهة الوحدات الأردني، لا يعتبر تراجعاً عن القرار الذي اتخذه المدرب في وقت سابق عندما قال إنه لن يلعب قبل يوم الأربعاء.. وأي مدرب لو كان في مكان النابي لما رفض وفوت فرصة مواجهة زينت الروسي.. خاصة وأن مندوب زينت وممثل شركة بافاريا قد حضرا لمعسكر الهلال، والتقيا بإدارة البعثة والمدرب وطلبا المباراة، وبالتالي فإن الهلال لم يسعَ لهذه المباراة إنما زينت هو من سعى إليه ووجد نفسه مجبوراً لخطب ود الهلال بعد اعتذار الريان القطري . وها هي الظروف تخدم النابي وتخرجه من الحرج الذي كان سيقع فيه إذا قدر للفريق أن يخسر إلا أن لاعبي الهلال قدموا لمدربهم خير هدية وأكدوا له أنهم على قدر الثقة والتحدي، هم يفرضون التعادل على زينت الروسي الذي كان متقدماً بهدفين.. إلا أن بكري المدينة الذي كان آخر لاعب ينضم للتدريبات لعب دور البطل في المباراة ودخل التاريخ مثل المريخ تماماً وسجل هدفين سيكون لهما ما بعدهما في مشوار بكري هذا الموسم. ووضح من خلال الوصف التحليلي للزميل أحمد إدريس بإذاعة الشاب وكل الرياضيين، أن الهلال قدم شوطاً ثانياً في قمة الروعة والقوة والجمال، عكس الشوط الأول أكثر فيه لاعبو الهلال من التمريرات الخاطئة والإرسال الطويل، مما جعل زينت يتمدد في الملعب ويضغط على الدفاع الذي تحمل العبء الأكبر في هذا الشوط إلى جانب الحارس المعز محجوب، رغم المحاولات التي كان يقوم بها نزار حامد من عمق الوسط وكاريكا ومهند. ولكن في الشوط الثاني نزع الهلال ثوب الخوف وارتدى رداء الندية وسيطر على منطقة الوسط وتفوق على زينت، وشكل دخول بكري المدينة وسيدي بيه إضافة كبيرة للهلال وأحدثا تغيراً في شكل وأداء الهلال الذي لم يتأثر بالهدف الثاني لزينت وقاتل من أجل تسجيل هدف شرفي حرمه منه الحكم، ولكن بكري البطل جاء بالخبر السعيد وأنهى المباراة تعادلية وسط حيرة لاعبي زينت. ولا يمكن أن نقارن بين تعادل الهلال وخسارة المريخ من نفس الفريق، لأن الظروف التي لعب فيها المريخ تختلف عن ظروف مباراة الهلال لذلك جاءت نتيجة المباراتين مختلفة. ورغم هذا الأداء الجميل والتعادل المعنوي، فإن الهلال ما زال يحتاج للكثير حتى يصل للمرحلة التي تجعله قادراً على الوصول إلى أبعد مدى في دوري أبطال أفريقيا ومقارعة كبار القارة، واعتقد أن الفوائد التي خرج بها النابي من المباراة لا تحصى ولا تعد، على رأسها ظاهرة التمرير الخطأ وإضاعة الأهداف السهلة، ولكنه بلا شك كسب الدفعة المعنوية للاعبين والمهاجم المشاكس بكري المدينة. وعلى إخواننا المريخاب أن يتعاملوا مع الأمر بصورة طبيعية ولا يتحسسوا من تعادل الهلال مع زينت لأنها في النهاية مباراة ودية، ولكن نتمنى منهم أن يحترموا الهلال كفريق أثبت، فعلاً لا قولاً، أنه كبير البلد والرقم الصحيح في السودان والكبير.. وفي الختام ألف تحية للبطل بكري المدينة.