أتمنى صادقاً أن يكون أعضاء المحكمة الابتدائية والمحكمة العليا والملكية الفكرية قد تابعوا أمس الأول حديث المدعو عصمت محمد حسن مالك شعار الهلال، عبر قناة «النيلين» وكيف وصل به الأمر إلى تهديد المجلس بإزالة اللافتة المرفوعة أمام نادي الهلال.. لن نلوم هذا التاجر الجشع الذي يريد مواصلة تضليل جماهير الهلال ولكن اللوم موجه إلى القضاء السوداني الذي يسمح للأفراد بامتلاك العلامات التجارية والانتفاع منها دون وجه حق. فالهلال الذي تأسس في 1930، نجح شخص في استغلال القانون وامتلاك شعاره ومن ثم التكسب به، رغم أن كل العالم يعرف أن الشعار هو شعار الهلال حتى إذا لم يقم بتسجيله في الملكية الفكرية التي أخطأت في السماح لتاجر بامتلاك شعار أكبر ناد في السودان والمتاجرة به وبيعه لجمهور الهلال. يبدو أن المدعو عصمت يعتقد أن تهديد الهلال بالقانون سيجعل جمهور الهلال يقبل على منتجاته بعد أن عرف أن هذا الشخص قد خدع جمهور الهلال في السنوات الأخيرة وهو يتكسب باسم الهلال، وعلى الشركات الراعية للهلال أن تقوم بتصنيع كل منتجات الهلال وعرضها في السوق، وليكن القانون هو الفيصل بين الهلال وذلك التاجر الذي لا يعرف حمرة الخجل وهو يهدد ويتوعد نادي الهلال الذي يشجعه السواد الأعظم من شعب السودان وبما أن المحكمة الابتدائية قد رفضت استئناف مالك الشعار، الذي حاول امتلاك 18 منتجاً آخر للمتاجرة باسم الهلال، فإن أي محكمة أخرى لن تستطيع الغاء رفض الاستئناف وإن المحكمة العليا التي يرى عصمت أن حكمها نهائي ستجد نفسها مضطرة لمراجعة قرارها السابق بأيلولة الشعار له وسيعود الشعار لنادي الهلال وعلى المدعو عصمت أن «يبل شعاره ويشربه»، لأن مجلس الهلال لن يتراجع عن هذه القضية بعد أن وجد دعماً وبالإجماع من قبل جماهير الهلال. وبنفس الطريقة التي ضلل بها عصمت جماهير الهلال، واصل تضليله في قناة «النيلين» وهو يصر ويلح بأن المحكمة لم تعد الشعار للهلال ولكنها رفضت تسجيل 18 منتجاً آخر له ومن ثم يأتي هذا الشخص ويطالب مولانا العباسي أن يوضح الحقائق للجماهير، ولم يحدثنا عن أي جمهور يتحدث، فالعباسي وضح ما قالته المحكمة لجماهير الهلال وعلى عصمت أن يوضح هو الآخر لجماهيره إذا كان لديه جمهوره. وعلى قضاتنا في المحكمة العليا، والمحكمة الابتدائية إدراك أن الفيفا قد طالب بتحويل الأندية إلى مؤسسات رياضية تعتمد على نفسها في تسيير النشاط، وبتسويق علاماتها التجارية وأن الهلال واحد من الأندية التي يقصدها الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن حقه أن يسوق شعاره دون وسيط أو شريك، فلابد من مراجعة قرار منح عصمت حق امتلاك شعار الهلال، وتعديل هذه الصورة المقلوبة، وإذا استعصى الأمر على الجهات العدلية فعلى الجهات العليا أن تعيد للهلال شعاره. ولماذا لم يقم عصمت بامتلاك مثلاً شعار الرابطة أم درمان، ولن ننتظر منه الإجابة لأن القاضي والداني يعرف أن هدف هذا الشخص ربحي في المقام الأول، وأن جمهور الهلال لا مثيل له في السودان لذلك لا زال يقاتل ويصارع حتى لا يفقد هذا الشعار، أو كما قال عبر قناة «النيلين» أمس الأول إنه امتلك شعاراً للهلال للأبد، في تحدٍ سافر للقانون الذي ردعه وحرمه من بيع منتجات الهلال، وعلى جماهير الهلال أن تقوم بالواجب وتلقم هذا الشخص الثرثار حجراً حتى يصمت وللأبد كمان.