أطلق المشير عمر البشير رئيس الجمهورية «نداء الوثبة»، ودعا القوى السياسية والحركات المسلحة إلى حوار جاد ينهض بالبلاد ويحقق حداً أدنى للتوافق، موضحاً أن «الزمن لن ينتظرنا ولا بد من استثماره».وحدد البشير في خطابه الذي قدمه للأمة السودانية تحت «لافتة المؤتمر الوطني» مساء أمس بقاعة الصداقة بحضور د. حسن عبد الله الترابي أمين عام المؤتمر الشعبي والإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ود. غازي صلاح الدين وعلي عثمان محمد طه وعدد من القيادات السياسية وممثلي البعثات الدبلوماسية، حدد أربعة محاور أجملها في السلام وحرية التعبير والنهضة الاقتصادية والهوية السودانية، وأوضح أن السلام يعد ركيزة ومنهجاً للمؤتمر الوطني، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق بالإجراءات وإنما بمشاركة الجميع، موضحاً أن الحزب قدم نموذجاً في السعي للسلام بتوقيعه لاتفاقية 2005م واتفاقية أبوجا والدوحة. وقال إن حرية التعبير تقتضي إجراءات لإطلاق الحريات في إطار الدستور والإجراءات التي تضمن سلامة الممارسة السياسية، وذكر أن الحريات لا تختصر في الممارسة السياسية وحدها وإنما في كافة المجالات، داعياً حزبه «المؤتمر الوطني» تهيئة نفسه للمرحلة القادمة وكذلك الأحزاب السياسية فضلاً عن الحركات المسلحة التي دعاها إلى الانخراط في العملية السياسية بدلاً عن حمل السلاح، وزاد «لا بد من كلمة سواء بين السودانيين». وكشف رئيس الجمهورية عن إجراءات للنهوض بالقطاع الاقتصادي. وأعلن عن تكوين وكالة للتخطيط الاقتصادي ومراجعة السلطات الاقتصادية لجهة قسمة الموارد بين المركز والولايات وتمكين القطاع الخاص من لعب دور ينهض بالاقتصاد وتقوية البنك المركزي. وجعل التنمية هي السبيل لمكافحة الفقر. وإنشاء مشروعات اقتصادية لاستيعاب البطالة. وجدد البشير التمسك بهوية السودان العربية والأفريقية دون تفضيل واحدة على أخرى والاستفادة القصوى من التنوع والتماذج بالبلاد، موضحاً أن تفضيل واحدة على أخرى أدى إلى إذكاء روح الصراعات في القارة.ودعا القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة إلى (حوار جاد) لا يستثني أحداً ويفضي إلى توافق وطني ويرضى به الجميع. مؤكداً استعداد حزبه للحوار لجهة الوصول إلى التوافق الوطني.وعزا رئيس الجمهورية تأخر إعلان الوثيقة إلى المشكلات التي طرأت ما بعد انفصال الجنوب وأن المؤتمر الوطني ظل يتأنى في طرح الوثيقة. ومن جانبه قال د.أمين حسن عمر القيادي بالمؤتمر الوطني أن خطاب رئيس الجمهورية هو مقدمة لطرح (وثيقة الإصلاح) نهاية الأسبوع الجاري حيث ستتم إجازتها من قبل المكتب القيادي غداً، وقال إن الوثيقة تشمل كافة القاضيا التي ستكون جوهر الحوار، موضحاً أن الوثيقة ستحدث نقلة جوهرية في البلاد. ورحب الدكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي بدعوة رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للحوار، وقال إنه يمثل الحل لمشاكل السودان، واضاف نحن ما عندنا شروط للحوار فقط يتطلب المناخ السلام وبسط الحريات العامة.وقال التربي في تصريحات صحفية عقب خطاب الرئيس للأمة السودانية أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم ينبغي أن يطرح الحوار مع كافة القوى السياسية حتى حاملي السلاح ولا عزل لأحد من أجل التوافق حول القضايا الوطنية، واضاف أن الحوار في كل القضايا يتطلب الثقة والارادة السياسية من قبل المؤتمر الوطني. ومن جانبه وصف الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حزب الاصلاح الآن مبادرة الحوار بالخطوة الحسنة لمعالجة كافة المشاكل مع القوى السياسية، وقال إن الحوار يجب أن يشمل الجميع دون عزل لأحد حتى حاملي السلاح، لافتاً الى أن المبادرة رهين بنية المؤتمر الوطني وقياداته، ونوه صلاح الدين ان الظرف الماثل يحتاج الى حوار حقيقي وليس مجردات وينبغي أن تضع النقاط فوق الحروف وذلك في كيف ندير حواراً وطنياً وكيف نحقق السلام وترسيخ الهوية السودانية ومحاربة الفقر وقيام الانتخابات والعفو العام وقال الخطاب العام فيه تجريدات داعياً القوى السياسية أن تقدم رداً حوله، وقال انهم في الاصلاح الآن قدموا مقترحات في مجال السلام وخارطة العمل السياسي حتى قيام الانتخابات وكذلك المجالات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.ونوه صلاح الدين الى أنه كان ينتظر أن يكون الخطاب مباشراً وعملياً ومعالجاً للقضايا، وأبان ايضاً انه ما كان متوقعاً للمفاجأة التي سرى الحديث عنها.وفي السياق اعلن عدد من قيادات القوى السياسية ترحيبهم بمبادرة رئيس الجمهورية وقال إنها سوف تكون عند حسن ظن الرئيس بإعتبار أن الحوار هو الوسيلة الناجعة لحل القضايا وتوافق الجميع حولها.