اربعة محاور اساسية وقضايا متفرعة منها، قد شملت خطاب الرئيس في مشوار الاصلاحات السياسية والاقتصادية الذي انتظرناه طويلاً بعد تراكمات الاخفاق والتردي التي مرت بها بلادنا في ظل كل الحكومات المتعاقبة منذ ان نال السودان استقلاله وحتى يومنا هذا لتأتي ضربة البداية الحقيقية عبر تلك الاطروحات الفكرية التي تقدم بها حزب المؤتمر الوطني للقوى السياسية والمجتمعية وكافة شرائح الشعب السوداني التي هبت جميعها تلبية للدعوة ومتابعة الخطاب الهام مباشرة عبر القنوات الفضائية حيث كان الدكتور الترابي حضوراً لأول مرة منذ المفاصلة وايضاً السيد الصادق المهدي والسيد جعفر الميرغني مساعد رئيس الجمهورية وممثلين لكافة احزاب المعارضة والحكومة حيث تطرق الرئيس البشير في حديثه لاربعة محاور هي اساس الأزمة السودانية بدءاً من خطة احلال السلام الشامل ووقف الحروب الاهلية ومروراً بانعاش الحرية السياسية في المجتمع ومحاربة الفقر والبطالة وترقية الاقتصاد القائم على التنمية المتوازنة بجانب الاشارة الى الهوية السودانية والمواطنة والدستور كأساس للحقوق والواجبات دون ادنى تفرقة دينية أو ثقافية أو عرقية حيث شملت وثيقة الاصلاح على عدد من المحاور المتشابكة والتي تتطلب عدداً كبيراً من اللجان المتخصصة من كل القوى السياسية والمجتمعية للحوار حولها، والنقاش المستفيض وصولاً الى كلمة سواء واجماع وطني يخرج البلاد من تلك الانفاق المظلمة والاخفاقات الى رحاب الحوار الفكري الموضوعي، الذي يفضي الى وقف كل الحروب الأهلية عبر التفاوض والتقسيم العادل للسلطة والثروة بين كل مكونات الشعب السوداني في نظام حكم ديموقراطي تعددي قائم على المواطنة كأساس للحكم، ودستور يستند على الهوية والوفاق الوطني، وقد كان السيد الرئيس واضحاً في تشخيص الأزمات التي تمر بها البلاد معترفاً بكل شفافية بالاشكالات، والقضايا العالقة المتراكمة والحالية على مرور الأزمان.. كما اشار ولأول مرة وبكل وضوح لبعض الاخفاقات التي صاحبت العملية الانتخابية السابقة.. مؤكداً على اهمية تلافي كل الاخطاء القديمة في الانتخابات القادمة.. وكان المحور الاساسي لتلك الاطروحات الفكرية يدور حول أهمية الوفاق الوطني والحوار الجاد بين كافة القوى السياسية، وبما في ذلك الحركات المسلحة وصولاً الى رؤية مشتركة تضع السودان في طريق الاستقرار التام دون اقصاء لأي احد، ولم يترك الرئيس الاشارة الى تطوير العلاقات الخارجية على كافة الأصعدة الافريقية والعربية والدولية.. داعياً كل الاحزاب وحركات المعارضة المسلحة للشراكة في الهم الوطني عبر الحوار الحر الذي يجب ان تتقدم فيه قضايا الوطن وثوابته على كل القضايا الحزبية، بعيداً عن الصراعات التي قد تطيح بآمال شعب انتظر طويلاً الخروج الآمن من الحروب والاخفاقات الى النور والمصالحة الوطنية..