وكانت تتسلل إلى داخله كما تتسلل أشعة الشمس من المدخل والثقوب.. تحتل كل المجاري بجبروت.. تتربع على عرش أحاسيسه المسلوبة الإرادة والتفكير.. تبعثر كما تشاء.. وترتب كما تشاء.. تؤلمه حتى النزيف وتفرحه بلا حدود.. تمرجحه ما بين جنون وجنون.. وهو يتباين ما بين نشوى ونشوى.. وما بين رغبة ورغبة.. فهي مدللته الفريدة.. يمكنها أن تفعل كما تريد .. وأن تمرح كما تشاء.. أما هو فثابت في حالة واحدة هي إسعادها.. كان يعرف ما تفعله به ولكنه راضٍ.. يدرك إلى أي مدى تتحكم هي في مشاعره.. لكنه سعيد.. يرى الحياة في بسمتها.. في ضحكتها.. في فرحتها.. يسعى إليها رغم صدها فهو يعرف أنها تحافظ به على ما تعودت عليه.. فهو يعشقها كما هي.. متمردة مترددة.. ومبعثرة.. ومحبة.. يعشق جنونها وغيرتها وتسلطها.. يرهن كل وقته لإمتاعها وأيضاً التمتع معها.. فهو يرى ما لا يراه الآخرون ويحس بخلافهم.. هم يرون فيه الرجل الضعيف لقلبه.. وهو يرى الرجل السعيد بحبه.. وهكذا لكل منا حياة يعرفها هو .. وتفاصيل تخصه وحده.. ليس مهماً ما يراه الآخرون فهو يرون فقط ولا يحسون بما نشعر به.. حتى إن تألمنا وخذلنا وأحبطنا.. تبقى هي تجاربنا نحيا بها ونكون بها خريطة خاصة بنا.. ليس مهماً أن تكون أفضل شخص.. ولا أنجح شخص.. لكن مهماً جداً أن تكون نفسك.. وأن تجد الفرصة لكي تتعرف على ما تريد ليس ما هو مفروض أن ترغب به.. ليست كل الشراكات جيدة.. ولا سيئة.. لكل منا حياة بها ماضٍ.. وحاضر.. ولديه مستقبل.. ويوجد حق للحياة وهذه الأشياء ليست حكراً على شخص بعينه تميزه عن غيره.. والنجاح في الحياة نسبي كما الجمال والوجود فليس هناك مطلق.. والحب يأتي بلا استئذان.. ويذهب وليس لدينا خيار.. الحوار بداية التغيير: ما طرحه رئيس الجمهورية على الشعب السوداني بكل أقسامه السياسية والحزبية والحركات المسلحة وأيضاً مواطنيه يعد شجاعة في المقام الأول.. ورغبة حقيقية في إنعاش الوطن وتلبية تلك الدعوة كانت حباً للوطن ورغبة في الإصلاح.. ووطن لديه كل تلك المقومات لن يهوي ويضيع في الفقر ويتخبط في سياسات تصب في مصلحة فرد.. الدعوة للسلام للحوار للإنماء والوعود بالانفراج أبهجت قلوبنا.. وأنعشت أحلامنا.. فنحن نحلم بسودان جديد.. ونرسم معالم جديدة في الشعوب الأخرى غير المرجلة والسمرة وكلمة يا زول.