بينما كنت اطالع صفحات حوادث وقضايا بالصحيفة وجدت خبراً يقول متنه: إن لصاً تسوّر منزل مواطن بالخرطوم ليلاً بغرض السرقة، لكنه لم يجد شيئاً ثميناً بداخل المنزل لسرقته فأخذ سوطاً وقام بجلد الأطفال وهرب.. ورغم أن الصغار قد تعرضوا للضرب المبرح والأذى الجسيم إلا أن الحادث فيه نوع من الطرافة لكنه يحمل في طياته تنبيهاً خطيراً، فإذا قام كل لص بضرب أطفال من لم يجد عندهم ما يسرقه فإن اللصوص سيضربون غالبية أطفال الأسر الذين يتسورون بيوتهم، فالحالة الاقتصادية لكثير من الأسر تجعلهم لا يملكون أشياء خفيفة الوزن غالية الثمن.. لذا على الأسر أن تبحث في منزلها فإذا لم تجد فيها شيئاً ثميناً يُسرق يجب أن تضع أبناءها في مكان آمن حتى لا يضربهم اللصوص عقاباً على فقر ذويهم.. وليتها تكون على القرب خاصة وأن اللص يسرق في ظروف صعبة تعرضه للخطر فقد لا يقتنع أن يخرج »مدلدل يدينو«. وهنا تحضرني قصص كثيرة، أذكر بعضها لكنها تختلف عن ما قام به اللص عندما لم يجد ما يسرقه.. فقد حُكي أن لصاً تسور منزلاً ووجد فيه امرأة وسبعة أطفال في وضع مزرٍ جداً »العناقريب مهتكة والمراتب مقطعة« فأيقظهم من النوم وأعطاهم مبلغاً من المال وطلب منها أن يقوموا بتجليد العناقريب، وتنجيد المراتب وهدّدهم إن لم يفعلوا ذلك خلال يوم غدٍ فسيجدوا منه ما لا يرضيهم.. وعندما جاء في اليوم الثاني أعطاهم مبلغاً آخر لتحسين وضعهم المعيشي!! وصار يعين تلك الأسرة لزمن طويل.. فرق كبير بين الحرامي الأول والثاني.. أما الحرامي الثالث فيقال إنه جاء لمنزل وعندما همّ بتسوّر المنزل وجد سيدة المنزل تمشط شعرها فانتظرها حتى أكملته، وعندما تأكد من أنها غطّت في النوم، تسور المنزل لكنه لم يجدد ما يسرقه فامتلأ غيظاً وأيقظ السيدة و»نقض« لها المشاط.. أما حرامي الريف فيقال إنه إذا دخل منزلاً ولم يجد شيئاً يسرقه يقوم بأخذ تراب حتى لا يخرج خالي اليدين.. فهم يتشائمون من الخروج بدون شيء من أي منزل يدخلونه. السرقة إذا أصبحت مثل الأول فستضيف جريمة أخرى غير اغتصاب الأطفال. خاصة هناك منازل كثيرة هي أقل من طموح الحرامية،