الرجل بدا غاضباً وهو يتحدث في التلفون وقال لي ماهذا الكلام الذي نزل في جريدتكم؟ قلت له الكلام كثير حدد أي نوع من أنواع الكلام «والملام».. قال لي: كتبتوا مصطفى إسماعيل يدعو الشباب والطلاب للاستعداد للحرب وحمل السلاح: قلت له: يُسأل الدكتور وليس نحن!! نحن مهمتنا عرض الأخبار والآراء كما هي والقاريء يحكم!! قال لي: عندي في البيت ثلاثة أبناء تخرجوا من الجامعة وهم الآن عطالى لماذا تدعو الشباب للحرب وهم هائمون في الشوارع والطرقات ماذا عملت لهم الحكومة حتى تدفعهم للحرب مرة أخرى؟.قال د. مصطفى بلدياتي «ورجل حكيم» ومثل هذه اللغة لا تشبهه؟. لماذا قال هذا الكلام؟. قلت له يا حاج المسألة أكبر من «كده»؟ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هي أكبر من «كده» أم أن خطة الحركة الشعبية قد نجحت في «جر» المؤتمر الوطني إلى فخ اللغة النارية وتبني مواقف انفصالية أكثر حدة على النحو الذي سمعناه الأيام الماضية من قادة بارزين في المؤتمر الوطني وهي خطوات تجعلنا نسأل هل دخل «باقان» المؤتمر الوطني وباقان الذي نقصده هنا ليس الشخص ولكن الخط الانفصالي الذي تبناه هذا السياسي والقيادي للدرجة التي جعلته يمثل خط الحركة الرئيسي ولا تجد حس أو أثر لأي خط وحدوي داخل الحركة فهل بدأ المؤتمر الوطني انتهاج هذا الخط أم أن القصة انفعال و«تخبط» أم الاثنين معاً..!! ونبدأ بالثانية وهي «التخبط» فمثل هذه الأحاديث تناقض برنامج الحزب الانتخابي وخطه السياسي الذي دعا للوحدة الجاذبة ولخطته الإسعافية التي بدأها مؤخراً بمشاريع التنمية والبنية التحتية من طرق وكباري واتصالات في الجنوب..ومثل هذا الخط الجديد لن يرضى قطاعات كبيرة على الأقل جنوبيي المؤتمر الوطني. فالسؤال الذي يطرح نفسه هل وصلت الأمور إلى مرحلة من التخبط وانعدام البوصلة للدرجة التي لا يمكن ازائها فعل أي شيء إيجابي! أم ان وراء الاكمة ما بعدها..!!؟ لاحقاً قال د. مصطفى إسماعيل ل(آخر لحظة) إنه لم يدعو لتغليب خيار الحرب فهو مع السلام وانتهاج مبدأ الحوار وحل المشكلات التي تواجه البلاد.. إذن ماهو المطلوب يا جماعة المؤتمر الوطني؟ حتى لا تحدث مزيد من البلبلة والاضطراب؟ المطلوب هو سد كل الذرائع والأبواب التي يدخل منها «شيطان التصريحات»، والحرب أولها كلام.. والمطلوب ثانياً عدم اليأس حتى الدقيقة الأخيرة من زمن «المباراة» والمطلوب ثالثاً أن ينظر المؤتمر الوطني للمواطن في الشمال والجنوب نظرة واحدة ومتساوية أليس هو الحزب الحاكم الذي يدير شؤون الوطن الواحد شماله وجنوبه وشرقه وغربه حتى إشعار آخر؟! والمطلوب رابعاً عدم إهمال الدعوات والرجاءات والمناشدات التي تترى يومياً على مناضدهم من زعماء وقادة الأحزاب السياسية في السودان ..للمشاركة في الحل . ثمة خطوة مهمة وضرورية للبحث عن آخرين يتحملوا معك ويشيلوا معاك «هذه المصيبة». الجملة الاستعلائية والمتشنجة لا تتناسب والمرحلة.. المطلوب جملة من الحكمة والصمت النبيل.