هو يوم سيظل دائماً في ذاكرة مواطني منطقة طيبة الأحامدة محلية بحري التي احتضنت احتفالاً، وكأنه التاريخ الذي نعتز به يعيد نفسه من تلك المنطقة، ذكرى تحرير الخرطوم على يد المهدي وأنصاره الذين جاءوا من غرب السودان مشياً على الأقدام. وأمير الشرق فارس الثورة المهدية الأمير عثمان دقنة الذي كانت له صولة وجولة وسيف بتار يضع يده في يد الإمام المهدي، وها هو الأمير بابرك دقنة رئيس حزب الأمة المتحد يلتقي بأنصار المهدي الذين احتشدوا في الميدان الذي امتلأ بحضور كبير لأنصار الأمة المتحد احتفالاً بذكرى تحرير الخرطوم واحتفاءً برئيس الحزب بالولاية د.صلاح الدين إسماعيل بقادي معتمد الرئاسة ولاية الخرطوم. وزيّن الحضور الأنيق أسرة محلية بحري، ممثلاً عنها رباح أحمد حامد.. لمسة الأحباب ورقصة المردوم إيقاع الكرن والحكامة تلهب الحماس، و الشاعر أبو عبيدة محمد عبد الخالق يحيّ ذكرى شيكان وكرري ودموع الأنصار، مشهد يحكي ويصف ويؤكد أن الثورة المهدية العظيمة قامت ودعمت وأضيئت نيرانها بقلوب وأيادي هؤلاء الأنصار وهؤلاء الفقهاء. ولعل الأمير دقنة يحفظ الدرس والتاريخ فتجده ضاحكاً مستبشراً يشاركهم بعيداً ويهب واقفاً بعيداً عن زيف التكبر والنرجسية وغرور السلطة ويخاطبهم د.صلاح الدين بقادي بأهلي وعشيرتي وأحبابي، لم يكن يوماً لحزب الأمة المتحد، ولكنه كان يوماً في حياة أهالي طيبة الأحامدة الذين احتشدوا وفرحوا أطفالاً ونساءً ورجالاً، يرددونها معاك يا دقنة في الميدان ومتحدون لأجل الأمة، الإدارات الأهلية بدارفور كانت حضوراً، وفد أمراء دارفور يؤكد أن المتحد حصد وحشد تأييداً عميقاً بدارفور بإقناع هذه القاعدة العريضة من مشائخ الإدارات الأهلية بدارفور، وبحسب المصادر، فالذين حضروا خصيصاً للمشاركة يعود هذا السبق لجهود العمدة المقبول رئيس الحزب- محلية بحري الذي استطاع أن ينحاز لمجموعة كبيرة مقدرة من القيادات إلى الأمة المتحد عقب مغادرته القيادة الجماعية كان يوماً حملت فيه معتمدية بحري بشريات لأهالي طيبة وتعهدت بتطوير المنطقة والنهوض بها في كافة مجالات الصحة والتعليم وكافة القضايا المتعلقة بالمواطن. وعلى جانب آخر خاطب الأمير بابكر دقنة رئيس الحزب ووزير الدولة بالداخلية أنصاره، مشيراً إلى أن خطاب السيد رئيس الجمهورية حمل انفراجاً سياسياً، وأحدث وفاقاً تاماً، وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد انفتاحاً مع كل القوى السياسية والحركات المسلحة داعياً إلى نبذ القبلية والجهوية والتوحد تحت راية الإسلام، قائلاً: الإسلام هو الذي يوحدنا، مطالباً بنبذ الخلافات الضيقة والحزبية والعصبية لأجل الوطن، وشدد دقنة على أهمية توحيد الجبهة الداخلية والانتباه للاستهداف الخارجي، قائلاً فلنتوحد داخلياً مهما كانت خلافاتنا الحزبية في وجه العدو الخارجي المستهدف لبلادنا وديننا، مؤكداً أن حزبه سيظل ثابتاً في كل المواقف الوطنية، وأشاد دقنة بالدكتور صلاح الدين بقادي والأستاذ الهادي الدويحي مساعد رئيس الحزب وقال دقنة إن د.صلاح وكل المجموعة التي قدمت إلينا من حزب الأمة القيادة الجماعية أحدثت حراكاً واسعاً في الحزب على الصعيدين السياسي والاجتماعي، مشيداً بقيادات وقواعد حزبه التي تعي جيداً مسار الحزب الذي يعمل ويرفع شعار الوحدة لأجل الوطن والأمة.. والملاحظ وبرغم محاولات التشكيك فالأمر على أرض الواقع والميدان يؤكد أن المجموعة التي خرجت خلف صلاح الدين بقادي الذي تم تجميد عضويته كرئيس للحزب ولاية الخرطوم بالقيادة الجماعية بعد أن أفسدت القرارات الاقتصادية الود لأكثر من 25 عاماً بينه ود.الصادق الهادي، مجموعة كبيرة لا يستهان بها وأن الأمير بابكر دقنة كان موفقاً في الاحتفاظ لكثير من هذه القيادات المنشقة بمواقعها القيادية، وقد خابت كل التوقعات بحدوث انفجار داخل حزبه لسبب هذه المواقع، وذلك لأن الأمير استطاع أن يسكت كل الضوضاء الصادرة عن البراميل الفارغة وإجادة البتر إن استعصى العلاج. وإن استطاع دقنة المواصلة في نهجه فإنه سيسحب البساط من تحت أقدام الأحباب، وهو الآن يباهي بأنه أكبر أحزاب الأمة المشاركة في الحكومة ويصف حزبه بالملاذ الآمن لكل أنصاري، وكلها مؤشرات تؤكد أنه لاعب سياسي يجيد تسديد الأهداف. وبالعودة لأجواء الاحتفال فإن د.صلاح الدين بقادي رئيس الحزب ولاية الخرطوم ومعتمد الرئاسة بالولاية يصف طيبة الأحامدة بالمكان الذي سجل تاريخاً جديداً للمجموعة التي خرجت للمتحد، وقال في ذلك اليوم كنا مجتمعين هنا مع المعتمد د.ناجي ندرس المعالجات الاقتصادية بعد أن اضطرت الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات ولم نكن نتآمر في ذلك اليوم الذي صورت فيه القرارات بتجميد عضويتنا وفصلنا عن القيادة الجماعية فاخترنا الأسد الجسور حفيد دقنة الذي هب من الشرق لتحرير السودان واضعاً يده في يد المهدي وأنصاره لأجل الوطن ورفع راية الإسلام عالية خفاقة. ووصف بقادي الأمة المتحد بالحزب العملاق الذي ولد بأسنانه وأنه الحزب الأبيض، داعياً قواعد الحزب وأنصاره بالعمل لأجل الوطن والوحدة ونبذ الفرقة والشتات. مشيداً بدور الأستاذ الهادي جبريل الدويحي الذي يعتبر من الفاعلين الذين يعملون في صمت.. وعلت الهتافات والتكبير والتحميد عندما بشر بقادي مواطني الأحامدة وهو يقرأ عليهم تعهدات حمّلها إياه معتمد بحري د. الناجي محمد أحمد بإنشاء مركز صحي ودعم التعليم وترميم المدارس وتكملة المرافق وتعبيد طريق المواصلات والإنارة، وتعهد بقادي بمتابعة الملف مؤكداً أن حزبه سيظل متحداً موحداً.. وأضاف أننا نحتفل بذكرى تحرير الخرطوم تقصر قاماتنا للذين طواهم الثرى من شهداء الأمة الذين ماتوا دون هذا الوطن، واصفاً حزبه بحزب المستقبل.. وسجلت المرأة حضوراً مقدراً ممثلاً في الأميرة إيمان والأستاذة رحاب أمينة المرأة ولاية الخرطوم والمحامية انتصار يحيى أمينة المرأة بالحزب التي أنشدت أبياتاً من الشعر أثارت حماسة أنصار المهدي، وقالت إن ثورة الإمام المهدي التي توسعت استطاعت بأنصارها أن تسحب البساط من تحت أقدام غردون ورسالة المهدي لغردون التي هزت عرش جبروته، واصفة الثورة المهدية بأقوى الثورات في العالم، وقالت إن المرأة ستظل صاحبة الدور الأعظم في تاريخ السودان، مستشهدة بمهيرة وغيرها، داعية إلى نبذ كل الصراعات والخلافات والعمل من أجل وطن آمن مستقر، وأشارت انتصار إلى أن للمرأة دوراً مقدراً داخل حزبها.