بمضي يوم أمس الأول، وضع حزب الأمة المتحد بقيادة وزير الدولة بالداخلية بابكر دقنة «رجليه» داخل حوش حكومة القاعدة العريضة، والمضي وفق الاتفاق مع المؤتمر الوطني، وفور وصوله لولاية كسلا، أطلق الرئيس المرتقب للحزب أمام حشد غير مسبوق بمدخل المدينة عبارات هي أشبه بكلمات نائب المؤتمر الوطني نافع علي نافع الشهيرة. الوزير دقنة قال أمام مؤيديه: «ما عندنا حاجة اسمها كراع جوه وكراع بره». وأضاف قائلاً: «ظاهرنا مثل باطنا في التعامل مع الوطني»، ليضع حداً للتكهنات لمستقبل حزبي القيادة الجماعية والإصلاح والتنمية اللذين أعلنا الأسبوع الماضي انفضاض الشراكة السياسية، ولم يكن أحد يتوقع أن يكون حظ حزب الأمة الفيدرالي بقيادة نهار ضئيلاً وعاثراً وفق التحام تلك الجموع بأميرها دقنة وقادة كثر بالقيادة الجماعية والإصلاح والتنمية. وقد يتساءل البعض كذلك عن مصير الحصة المعتبرة التي باتت تمشي بين أقدام هنا، وتتراجع عن أقدام هناك، والتي وقعت بحضور شخصيات سياسية كبيرة كان في مقدمتها د.نافع، لكن الوزير دقنة سار على منحى مختلف في الإجابة على تلك التساؤلات عندما قال ل«الإنتباهة»: «دخلنا السلطة وزراء وأعلنا الانفصال عن نهار وزراء ولسنا باحثين عن سلطان» أو بمعنى أصح أن أمر الحصة الحكومية لا يؤرق مضاجع الحزب الجديد، إنما بحسب نهار«همنا القضية الوطنية»، في الوقت الذي سخر فيه دقنة من إعلان فصله من شرق السودان وتحديداً بمدينة كسلا المعقل الأكبر والأساسي لأنصاره. وقال: «هذه الحشود رد على هرطقات البعض وعلى أحزاب المسخرة»، وربما يبدو من الإنصاف هنا تأكيد حديثه بخروج أكثر من «10» آلاف شخص سدوا تماماً الطريق الرئيس لمدينة كسلا استقبلوا كما يحلو لهم تسميته «الأمير» على ظهور الإبل والسيارات وراجلين، لتبدو القصة هنا إشارات حمراء للشراكة القديمة وعلامات الاستقبال وتكريم الأمير ووفده القادم من الخرطوم الذي ضم قيادات فضت الوحدة الاندماجية واختارت مسمى حزب الأمة المتحد للمؤسسة الحزبية الجديدة. كلا من معتمد شؤون الرئاسة بجنوب كردفان حسين جمعة والمستشار بحكومة سنار الفاضل آدم والمعتمد الأسبق د. محمود ماهل والمستشار الولائي السابق الأغبش وآخرين، كانت المسألة خليط بين المجتمع وحزب الأمة والأنصار والقوى السياسية على رأسها المؤتمر الوطني.