ولأن روح السفر عندما تسيطر على شخص ما، فإنه لا يرى إلا وجهته، ولا يلتفت الى وعثاء الطريق ولا السفر، رغم أن عصرنا الحالي ومع سهولة النقل والانتقال ليس فيه وعثاء ولا عناء ولا ضجر.. ومع ذلك لا نرى في السفر إلا أنه قطعة من جهنم، ولكن المسافر لا يزال يدعو وسيظل بإذن الله يدعو عند ركوب الدابة، وما يقوم مقامها من سيارة أو طائرة أو باخرة أو قطار، ويقول: «بسم الله، الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون» «اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل».. ومعروف أنه اذا رجع يقولهن ويزيد فيهن «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون». أخذت أعد عدتي منذ صباح الأمس الباكر استعداداً للسفر الى سلطنة عمان، لأكون أحد الصحفيين المشاركين في افتتاح مجلس عمان في دورته الجديدة 2010م، بدعوة كريمة من حكومة سلطنة عمان وسفارتها بالخرطوم، وقد سعدت صباح الأمس بمحادثة هاتفية تلقيتها من سعادة السيد عبد الله بن راشد المديلوي، سفير سلطنة عمان بالخرطوم، دعا لي من خلالها بالتوفيق والنجاح في مهمتي الصحفية وزيارتي الى «مسقط» و«صلالة» لأقترب أكثر من المشهد العماني العام، وأراه قريباً بعد أن كنت أسمع عنه ولا أراه. وقبل محادثة السيد السفير تحدث إليَّ أخي وزميلي وصديقي أحمد حنقة الصحفي الكبير والمعروف، وقدم لي معلومات كثيرة عن سلطنة عمان، وقد اكتشفت من خلال متابعتي ومطالعتي للصحافة العمانية عن طريق الإنترنت.. أكتشفت أن الأستاذ حنقة هو أحد المراسلين الكبار لصحيفة «الوطن» العمانية، وهو صحفي نشط لا يكاد يخلو عدد من أعداد «الوطن» من أخباره ومراسلاته.. وكان «حنقة» قد شهد احتفالات السلطنة بافتتاح مجلس عمان في العام الماضي، فكان من المبادرين بالاتصال علي وتقديم النصح والمشورة والمعلومات. لم أرد أن تمر محادثة «حنقة» هكذا مرور الكرام، فقد كان أحد كتاب «آخر لحظة» الراتبين، ولأنه كما تقول الأمثال: «يموت الزمار وأصبعه يلعب»، فإن الصحفي لابد أن ينشغل بصحافته ومهنته وعمله، وقدرت أن «حنقة» لابد أن يكون قد حنَّ الى الكتابة اليومية، فطلبت اليه أن يعود للكتابة بعد أن خفت أعباؤه الناتجة عن عمله خلال الفترة الماضية.. تمنع قليلاً.. لكنه لم يصمد.. لذلك قراء الصحيفة موعودون بما شاهد ورأى وسمع وحاور حنقة اعتباراً من هذا الأسبوع.