قضيت يوم الأمس بأكمله في العاصمة العمانية الجميلة (مسقط) حيث لقاء البحر (الخليج) بالجبل والخضرة والساحل. وكنت قد وصلت اليها من محافظة (ظفار) وولاية (صلاله) مساء اليوم السابق، وكنا نتوقع ان نصلها في اليوم الذي يليه، لكن إرادة الله قضت أن يتقدم موعد وصولنا إليها بأكثر من اثنتى عشرة ساعة الأمر الذي أتاح لنا أن نقضي كل اليوم ومنذ صباحه الباكر في مسقط التي انشغل الناس فيها وأجهزة الاعلام والصحافة بخطاب جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي ألقاه في دورة الانعقاد السنوي لمجلس عمان بحي الشاطئ في مدينة صلاله قبل يومين. أجريت اتصالاً هاتفياً صباحياً بسفيرنا في عمان سعادة السيد جمال الشيخ أحمد عثمان حسب اتفاقي عندما التقينا في افتتاح جلسة المجلس واقترح عليّ وقتها أن أسجّل زيارة للسفارة عند عودتي للعاصمة العمانية وأن أقابل بعثتنا الدبلوماسية هناك، وافقت على المقترح فقال لي إنه سيبعث إليّ سيارة في الفندق الذي أقيم فيه، والفندق هذا حكاية أخرى مدهشة - حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، وهو في الحقيقة قصر أكثر من أن يكون فندقاً فقد رأي القائمون بالأمر توزيع الوفد الصحفي والاعلامي الزائر الى قسمين، قسم الى فندق انتركونتننتال والثاني الى فندق قصر البستان. وكنا من الذين أقاموا في الأخير الذي أنشئ واكتمل حسب إفادة الأستاذ ممتاز القط رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المصرية في منتصف الثمانينات ليكون مقراً لاجتماعات قمة التعاون الخليجي وافتتح بعدها بأشهر قليلة ليكون فندقاً للاستضافة الرسمية أو نزلاً فندقياً لمن يريد وهو من الفنادق فئة ال 7 نجوم ولنا ان نزيد في وصفه بعد العودة الى أرض الوطن قريباً بإذن الله. هاتفني سائق السفارة الهندي وقال إنه ينتظرني للتحرك الى حيث موعد اللقاء، وكان معي زميلي وصديقي الأستاذ صلاح البيلي الصحفي المصري المعروف الذي يعمل في مجلة المصور المصرية التي تصدر عن دار الهلال، لكنه جاء ممثلاً لمجلة (الوطن العربي) التي تصدر في باريس، وعندما سمع بمحادثة السائق طلب إليّ أن يرافقني إن لم يكن لي مانع.. فرحبت بالامر وتحركنا ليتصل عليّ بعد (10) دقائق مدير دائرة العلاقات العامة بوزارة الاعلام العمانية الأستاذ محمدين خلفان البو سعيدي، وقال إنه رتب لنا لقاءاً مع معالي الأستاذ عبد الله شويت الحوسني وكيل وزارة الاعلام فاتجهنا نحو مبنى الوزارة الضخمة الذي هو مجمع للوزارة في مساحات شاسعة وواسعة محفوفة بالشجر والخضرة من كل جانب.. واستقبلنا السيد الوكيل الذي سعدت برأيه في السودان والسودانيين وهو لقاء سنفرد له مساحة خاصة خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى وتوجهت بعد ذلك وحدي الى سفارتنا وسعدت بلقاء السيد السفير جمال الشيخ وبلقاء الوزير المفوض نائب السفير السيد ياسر ابراهيم علي، وتعرّفت على بقية الاعضاء في السفارة وقضيت معهم زمناً طيباً دار فيه حديث طويل حول أوضاع السودانيين في عمان ونظرة العمانيين للمواطن السوداني واتفقنا على لقاء مسائي - اتجه الآن - خارج الإطار الرسمي نلتقي فيه وعدداً من الأصدقاء الذين علموا بوجودي فاتصلوا عليّ منهم زميل الدراسة وصديق العمر محمد التجاني، وزميل العمل الصديق الودود الاستاذ خالد ساتي مدير تحرير صحيفة الوطني الغراء السابق ومدير تحرير صحيفة الرؤية العمانية التي صدرت منذ عام تقريباً.. وهو من أكثر محبي سلطنة عمان فقد ولد وتربي وتعلم فيها وبين أهلها الكرام.