إنهارت جولة المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بأديس أبابا دون إحداث إختراق بشأن ملفات التفاوض حول المنطقتين، وأعلن رئيسا الوفدين توقف المفاوضات المباشرة بينهما بعد اجتماع عقد أمس لم يتجاوز النصف ساعة. واتهم الوفد الحكومي في بيان تلقت (آخرلحظة) نسخه من رئيس وفد الحركة ياسر عرمان بإفشال الاجتماع، مشيراً إلى أن عرمان رفض بروح عدائية ولهجة نافرة الاعتراف بالاتفاقية الثلاثية بالشأن الإنساني الموقعة بين الطرفين والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، مؤكدا أن مرجعيتهم الوحيدة اتفاق 28 يونيو في 2011 م. وطالب عرمان حسب البيان بفتح المعابر لكل المواقع دون قيد أو شرط لكل المنظمات وبدون أي تدخل من الحكومة. لكن الوفد الحكومي أكد التزامه باتفاقية الشأن الإنساني الموقعه من الحركة في 4/8/2012 باعتبارها ميثاقاً ملزماً لجميع الأطراف. ونفى الوفد نيته في الانسحاب من المفاوضات معلناً لجوءه للآلية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي. وجدد الوفد الحكومي جديته في حل القضية والاستمرار في التفاوض إلى حين إعلان الآلية الأفريقية قفل باب الحوار نهائياً. ومن جانبه وصف القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في اجتماعه ماحدث في جولة المفاوضات بأديس من قبل قطاع الشمال بأنه تكتيات صغيرة لن تقود لحل قضايا المنطقتين، مؤكداً عدم وجود أي حديث حول أجندة خارج نطاق المنطقتين ووفق القرار 4620 متهماًَ الحركة بنسج أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين من أجل إفشال المفاوضات، وآثرت الوقوف مع تحالفات على حساب معاناة مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأعلن القطاع عن استمراره في المفاوضات رغم مواقف ياسر عرمان رئيس وفد الحركة. وقال بروفسير إبراهيم غندور رئيس الوفد الحكومي في مؤتمر صحفي عقده أمس بأديس بأن اجتماع الوفدين الثالث بدء بشكل طبيعي، لكن ياسر عرمان رئيس وفد الحركة طلب كلمه في بداية الاجتماع وكانت المفاجأه بأنه «أطلق النار مباشرة على الحوار»، وأعلن رفضة الاعتراف بالاتفاقية الثلاثية الخاصة بالشأن الإنساني، مؤكداً عدم جاهزيته للتوقيع على أي اتفاق حول المنطقتين الآن. وأكد غندور التزام الحكومة بالقضية الإنسانية حول المنطقتين وفق القرار 20 46، لافتاً النظر إلى أن عرمان طلب رفع الجلسة، وأكد أنه لا يوجد أي تقدم في المفاوضات، وأغلق الباب أمام الحوار. وأشار غندور إلى أن ما حدث في الاجتماع مع الحركة جاء على أعقاب إعلان حركة تحرير السودان جناح مناوي بأن قطاع الشمال خان الاتفاق معهم وذهب إلى التفاوض إنابة عنهم دون رغبتهم، ورفض رئيس الوفد الحكومي وصف ما حدث بأنه انهيار للمفاوضات أو الوصول لطريق مسدود، وقال إن الأبواب المسدودة يمكن أن تفتح متى ما لجأنا لصوت العقل والحقائق على الأرض، موضحاً أنهم في انتظار رؤية الآلية الأفريقية. قاطعاً بأن مقترحات الوسطاء طريق ثالث، لكنه اشترط أن يؤخذ في الحسبان الدولة وسيادتها والقانون الدولي فيما يتعلق بحل النزعات في المنطقة. ومن جهته رفض ياسر يوسف مسؤول الإعلام بالوطني في تصريحات صحفيه أمس عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب بالخرطوم وجود أي نوايا لسحب الوفد الحكومي من مفاوضات أديس أبابا، وقال ياسر إن الذي ينهي المفاوضات هي الآلية الأفريقية رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي برئاسة ثامبو أمبيكي.