خرج الذين تابعوا مباراة الهلال الودية مع شيلسي الغاني بانطباع واحد.. وهو أن أداء الفريق تطور بشكل واضح وملحوظ للجميع.. اختلف كماً وكيفاً عن شكله في مباراة النسور التي دقت ناقوس الخطر أمام الجميع.. فالهلال الذي شاهدناه أمام شيلسي مبشر جداً وأن مدربه التونسي نصر الدين النابي كان صادقاً مع نفسه، عندما قال إن هناك تطوراً في أداء الفريق وهذا ما اتفق عليه الجميع. اعتمد النابي على طريقة (4/3/3)، حيث دفع بجمعة جينارو في المرمى، وأمامه عبداللطيف بوي، مساوي، اتير توماس وخليفة كرباعي دفاع، وفي الوسط عمر بخيت، نصر الدين الشغيل ومهند الطاهر، وفي الهجوم لعب الثلاثي «مدثر كاريكا، كوليبالي وبكري المدينة».. قدم الفريق في ربع الساعة الأولى من عمر المباراة أداءاً في غاية الروعة والجمال.. سرعة وتمرير صحيح وانضباط حركي لم نشهده في الهلال منذ فترة. وهناك تغيير في وضع اللاعبين في الملعب قد لم يلاحظه الكثيرون.. حيث وضع النابي مهند الطاهر كرأس لمثلث الوسط، ومنح عمر بخيت حرية الحركة في الملعب وثبت نصر الدين الشغيل في عمق الوسط، مع واجبات هجومية أقل، هذا الوضع منح الهلال أفضلية السيطرة وجعل شيلسي يبحث عن الكرة لزمن طويل. وضح من المباراة أن دفاع الهلال أصبح أكثر تنظيماً وأن درجات التفاهم بين اتير ومساوي وخليفة وبوي عالية جداً، ولا يمكن أن نحكم على فداسي الذي حل بديلاً لبوي وكان النشاز الوحيد في الفريق ككل.. واللاعب معذور فهو بعيد عن أجواء المباريات ولا يُلام على الأخطاء التي ارتكبها والربكة التي أحدثها في أداء الفريق. تفكير النابي في مباراة الملعب المالي كان واضحاً.. ظل واقفاً موجهاً ومصفقاً حتى للاعب الذي يخطئ، لذلك كان فداسي أكثر لاعب صفق له النابي. ويحسب للمدرب التزام اللاعبين بالتمرير القصير وإلى أقرب زميل، والدفاع بشكل جماعي وهجومي بسبعة لاعبين، وبمزيد من المباريات سيهضم اللاعبون خطة النابي التي تقوم على الجماعية في الدفاع والهجوم. مردود خط الهجوم كان أكثر من رائع رغم بعد كاريكا عن مستواه وضعف تركيز بكري المدينة، وكان كوليبالي هو أفضلهم، بحركته المستمرة وتمركزه الصحيح، ولكنه افتقد صانع الألعاب الذي يمنحه التمريرات السهلة وتبقى اللمسة الأخيرة هي ما يفقده الهلال حتى الآن، واعتقد أن النابي وقف على هذه النقطة. تغير شكل الفريق بعد مرور عشرة دقائق من الشوط الثاني بعد دخول الرباعي، سيدي بيه، وارغو، وليد علاء الدين ومحمد عبدالرحمن، حيث بدأ الهلال ينقل الكرة بصورة أسرع ويصل لمرمى الخصم سريعاً، بفضل المهارات العالية لهذا الرباعي الذي غير شكل الهلال ووضع شيلسي تحت ضغط متواصل، وجعل الجمهور في حالة هياج وتصفيق حار. قدم شيلسي تجربة حقيقية للهلال، بعد أن ظل يضيق المساحات على لاعبي الهلال ويضغط على حامل الكرة ويتحكم لاعبوه في تمريراتهم بصورة يحسدون عليها.. لم تظهر علامات الإرهاق او التعب على لاعبي شيلسي الذين لعبوا قبل يوم مع «اطلع برا» بطل الجنوب، وكشف للنابي إيجابيات وسلبيات فريقه، حتى يقوم بالتصحيح والتجويد. استفاد الهلال كثيراً من التباري مع شيلسي، وأكدت المباراة أن الهلال يتطور بشكل واضح، وأن وارغو سيدخل فورمة المباريات قريباً وقد نراه بعد مباراتين أساسياً، أما وليد ومحمد عبدالرحمن فوجودهما خارج القائمة فيه ظلم للهلال مع فائق الاحترام والتقدير للجهاز الفني، لأنه صاحب القرار.