علينا أن نشكر عبد المهيمن الأمين مدير الكرة بالأهلي شندي ومدير الكرة السابق بالهلال على المصالحة التي قام بها، وإنهاء الجفوة بين الثلاثي مدثر كاريكا والمعز محجوب وسيف مساوي مع قائدهم السابق هيثم مصطفى لاعب المريخ الحالي، وعبد المهيمن الذي أعرفه ليس بالشخص «الهين اللين» الذي يمكن أن تمر أجندة أي شخص عبره حتى إذا كان ذلك السيد صلاح إدريس رئيس الهلال السابق وراعي فريق الأهلي شندي.. فعبد المهيمن كانت مبادرته من منطلق اجتماعي وان الرياضة محبة وسلام وليس جفوة وخصام. جنح اصحاب الغرض والمرض الى تحوير المصالحة واعتبروها تمهيداً لعودة هيثم مصطفى مجدداً لكشف الفريق ولا زال هؤلاء القوم يتعاملون مع الرياضة كأنها ساحة للحرب فيها القاتل والمقتول، ولا يعرفون ان الفيفا اضاف شوطاً ثالثاً لمباريات كرة القدم يبدأ بعد نهاية المباراة وذلك بتهنئة اللاعبين والحكام لبعضهم البعض، وتأكيد على ان ما حدث داخل الملعب هو في إطار التنافس الشريف.. فعبد المهيمن، سعى إلى إنهاء الخلاف وليس لإعادة هيثم مصطفى للهلال لانه ليس الجهة التي تحدد ذلك. عقد هيثم مع المريخ ينتهي في ديسمبر المقبل ومن حقه ان يعود للهلال اذا كان ذلك من باب انهاء مشواره في النادي الذي خدمه 17 عاماً أو لإضافة اعوام أخرى، ومن حقه ايضاً ان يبقى في المريخ إذا أراد ذلك.. والقرار بعودة هيثم من عدمه في يد اللاعب نفسه الذي يدرك أيضاً ان رحلة العودة للهلال تحتاج لقرار شجاع وبيان اعتذار لجمهور الهلال الذي باعه رغم أن بعضه لا زال متعلقاً بهثيم ومحتفظاً بصوره. وضح من التناول الإعلامي الأخير لموضوع عودة هيثم ان الذين ساندوا البرير وشجعوه على شطب هيثم مصطفى هم الذين يقفون ضد عودة اللاعب رغم أن وقتها لم يحن حتى الآن ولا نعرف ماذا سيحدث عندما ينتهي عقد اللاعب مع المريخ.. إلا أن أراءهم لا تساوي الحبر الذي كتبت به لأن قرار إعادة هيثم في يد مجلس الأدارة وليس في وسائل الإعلام وإذا كان ذلك لما استطاع هاشم ملاح حمل خطاب شطب اللاعب من كشوفات الهلال إلى مكاتب اتحاد الكرة. إذا عاد هيثم مصطفى من جديد للهلال من أجل ختم حياته، فلن يكون اللاعب الأول فقد سبقه عزالدين الدحيش والريح كاريكا، حيث لم يستطيعا التأقلم على أجواء المريخ فعادا للهلال، ونفس الشيء يمكن أن يفعله هيثم، رغم أن أهل المريخ وعلى لسان عصام الحاج سكرتير النادي السابق قال إنهم تعاقدوا مع هيثم ليس كلاعب فقط بل يريدون الاستفادة من خبراته في إدارة فريق الكرة او ضمن الجهاز الفني ولكن الأيام أثبتت أن قلب هيثم ما زال معلقاً بالهلال وسيعمل المستحيل حتى يعود للفريق الذي تربى فيه. رغم أن الوقت غير مناسب للحديث عن عودة هيثم مصطفى للهلال إلا أن قرائن الأحوال تشير إلى أن عودته في ديسمبر المقبل ستكون واقعاً لا مفر منه.. فصلاح إدريس رئيس النادي السابق أعلن أكثر من مرة عن عودة اللاعب للهلال، وفي حال فوز الأرباب في الانتخابات القادمة فإن هيثم سيعود والمجلس الحالي لا يمانع في عودة هيثم، ولكن اللاعب مطالب بالاعتذار لجماهير الهلال.. وقبل الختام يبقى الحديث عن عودة هيثم في هذه الأيام للاستهلاك فقط.