لست أدري هل احتفاظ أهل السودان بهذه الروابط الاجتماعية يمثل حسنة يجب الحفاظ عليها أم ان الزمن والظروف اقتضت الاقلاع عن هذه السمات التي تميز بها أهل السودان خاصة أن تكاليف الحياة وظروفها قد اصبحت صعبة، ورغم ذلك فما زال الناس يساندون بعضهم في أفراحهم وأتراحهم، ويتكبدون في سبيل ذلك مصاعب السفر والترحال والصرف المادي.. ومن هذه الاجتماعيات التي لفتت نظري ذلك المشهد الذي تم في الأيام الفائتة بصالة السندريلا بمنطقة الصحافة..! ورغم انها مناسبة عادية إلا أن الملفت أن الشوارع المؤدية الى المكان كانت مكتظة بدرجة كادت تعطل الحركة، وهو اكتظاظ غيرعادي لسكان مناطق ريفي الدبة ومروي بالشمالية والخرطوم.. وقد كانت المناسبة عقد قران كريمة الأستاذ محمد ميرغني محمد نور القيادي المعروف بالمنطقة، وقد عاصرته في الثمانينيات عندما كان رئيساً لمجلس منطقة مروي، الذي كان يضم مناطق مروي وكريمة والدبة، وقد كنت الضابط الاداري الأول للمجلس، وتعتبر تجربة مجالس المناطق من التجارب الناجحة في الحكم المحلي، وقد لاحظت ان ولاية الخرطوم الآن قد اتجهت الى نظام شبيه به..! بانشائها عددًا كبيرًا من الوحدات الادارية وتفويض السلطات لها. إن صفات القيادة التي اكتسبها الأستاذ محمد ميرغني منذ ذلك الوقت قد تطورت حتى اصبح قائدًا اجتماعياً وقد أهلته صفاته الشخصية لذلك، اما أحد أطراف ذلك اللقاء هو كريمته الأستاذة نسيبة بديوان النائب العام والتي زفت للأستاذ عبد الله وهي شبلة من ذاك الأسد ويتحدث عنها الجميع بالصفات الحسنة التي اكتسبتها حتى أصبحت نجمة من نجوم المجتمع، وربما يكون للجينات أثر في استنساخها من والدها القيادي وأسرتها الكريمة. انني اقول إن هذا السودان ما زال بخير ما دامت هذه المشاركات ما زالت قائمة، رغم ظروف الحياة، ومثال لذلك تجمع أهل منحنى النيل وهي المنطقة التي يسكنها البديرية الدهمشية أهل العلم والصلاح وأحفاد الشيخ غلام الله بن عايد الذي نشر العلم والثقافة هناك، وبمناسبة منحنى النيل يقول اهل المنطقة إن النيل قد انحنى إجلالاً لتلك المنطقة العظيمة. طبتم أهلنا البديرية الدهمشية، بمناطق منحنى النيل وبالعاصمة، وفي كل ارجاء السودان، وبيت مال وعيال الأستاذة الفخيمة نسيبة والأستاذ عبد الله.