واليوم نطوي المسافات.. ونحرق المراحل.. ونقفز بالزانة لنرتقي مرقى شاهقاً وعالياً.. اليوم نخاطب السيد رئيس الجمهورية شخصياً أولاً لأنه صاحب الخطاب الشهير خطاب الوثبة.. وثانياً لأنه لم يخاطب فقط الصفوة وباقات النخب السياسية والاجتماعية.. فقد كان خطابه موجهاً لكل الناس.. وكل الناس هم جماهير الشعب السوداني النبيل والعظيم، وفي قلب الشعب بل في أحشاء الشعب يحتشد «الحرافيش».. ولا عجب أن يحتوي خطابه على أربعة محاور أو مرتكزات تهم بشكل مباشر هذا الشعب العظيم، بل أن الذي يأمل في إصلاحها هو الشعب نفسه الذي ظل على الدوام ينزف من جراحها ويكتوي بلهب نيرانها.. سيدي الرئيس.. لك الاحترام والتوقير، دعني استهل كلماتي بكلمات رائعات مغزولة من باقات الزهر أو منحوتة بالأظافر على الحجر.. كلمات السفير البديع «ود المكي» الذي أبداً يستمد الجسارة والدماء من هذا الشعب العظيم.. فقد كتب: من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة المستميت على المباديء مؤمناً المشرئب إلى السماء لينتقي صدر السماء لشعبنا نعم سيدي الرئيس هذا هو الشعب الذي يجب أن يبدأ معه الحوار.. بل هو الجهة الوحيدة الجديرة بالحوار.. والآن نقول.. مرحباً بالحوار إذا كان مع هذا الشعب الطيب العظيم العملاق وما من عاقل راشد وطني محب لشعبه ووطنه، يفضل الحرب على السلام يفضل الموت على الحياة.. يفضل انسداد الأفق وانبهام الدروب على رحابة الطرق وواسع وشاسع المساحات.. سيدي الرئيس.. إن هذا الشعب لا يهتم قليلاً أو كثيراً بحوار القاعات المغلقة بعيداً عن نبض وأعين الشعب.. لا نرجو انفراجاً إذا كان الحوار مع الذين يتحدثون نيابة عن الجماهير باطلاً أو حقاً.. ونذهب الى أبعد من ذلك لنسأل بالله ماذا يتوقع الشعب كل الشعب.. الناس كل الناس من حوار مع الاصلاح الآن!.. ماذا نتوقع حصاداً أو منتوجاً من لقاء مع الدكتور غازي صلاح الدين، والرجل كان معكم ركناً ركيناً ورقماً لا تتجاوزه عين، ونجماً ما عرف يوماً الأفول في سماء الإنقاذ، أتحاورون مجموعة انفقت من أنضر أيام شبابها ربع قرن من الزمان في ركب الإنقاذ، ثم فجأة تكتشف أنها كانت في الجهة الخطأ.. ونذهب الى أبعد من ذلك ونسأل ماذا ننتظر من حوار مع الدكتور الترابي وهو كان قمراً انشقت له سماء الإنقاذ، أمضى عشرة أعواماً حسوماً وهو يمخر مع الإنقاذ عباب بحر هائج أو هاديء.. وبالمناسبة إن قسماً كبيراً أو عظيماً أو هائلاً من الشعب- وأعني بهم «قبيلة الحرافيش»- يتوجسون من مثل هذا اللقاء وفي النفس أو الخاطر شبح أصعب سنوات من عمر الإنقاذ جابه فيها هذا الفصيل أو الشعب أهوالاً «تشيب». حتى الأحزاب التقليدية وأعني بها الأمة، القومي، والاتحادي الديمقراطي «الأصل»، لن يكون الحوار معها غير ترف فكري أو إغراق في النظريات والمساجلات والمجادلات التي لا ولن يلتفت لها الشعب مجرد التفاتة، ولن يعير جولات مفاوضاتها أو حوارها نظرة.. بكرة نشرح خارطة طريق الحوار مع الشعب.