انظار وقلوب وعقول جمهور الهلال معلقة اليوم في العاصمة المالي باماكو، ومعايشة المباراة التي تجمع هلال الملايين مع ضيفه الملعب المالي، في مواجهة يخشاه جمهور الهلال من واقع القوة الهجومية التي يتميز بها الفريق المالي وخوف النابي صراحة من التحكيم الذي كان منحازاً للملعب في مباراة سبورتينغ باريا التي احتسب فيها ركلتي جزاء من خيالها على حسب قول النابي. وفي كيجالي قد يرى البعض ان مهمة الأهلي شندي تبدو اكثر سهولة من مهمة الهلال ولكن لا آمان في كرة القدم التي ولا تعرف غير العطاء في الميدان ولا ترحم من يخطئ. تبدو مهمة الهلال هي الاصعب واشبه بالانتحارية، وامامه خصمه مستعد عدة وعتاد لهذه المواجهة، من واقع نتائجه في الدور التمهيدي ومشاركة تسعة من لاعبيه مع المنتخب المالي في بطولة افريقيا للمحليين، بجانب قوته الهجومية الضاربة التي تجيد التسجيل داخل الارض وخارجها، وهذا يعني ان عبء المباراة سيقع على كاهل الدفاع والحارس جمعة جينارو الذي ندعو له بالثبات اليوم حتى يخرج بشباكه نظيفة. الا ان الهلال ليس سبورتينغ برايا او فريق جزيرة كما قال النابي وان الملعب يخشاه اكثر من غدر كرة القدم ويعرف ان الهلال الملقب بوحش أفريقيا فريق صعب المراس ويجيد القتال وفن الانتصار خارج الديار، ولن يندفع بالهجوم، لان هجوم الهلال اسرع واخطر.. قد تبدو الكفة متكافئة ولكن تفوق الهلال يكمن في تماسك لاعبيه في ربع الساعة الأولى التي يفور فيها الملعب دائماً فاذا مرت هذه اللحظة بسلام فلا خوف على الهلال لا من الملعب ولا الحكم اعلن النابي صراحة اعتماده على سلاح الهجوم من لايقاف مد الملعب الهجوم وان كاريكا وكوليبالي وبكري المدينة سيبدأون المباراة، وهذه في حد ذاته مصدر طمأنينة وفأل حسن لأن الفريق الذي يهاجم خارج ملعبه، يملك ثقة عالية ولا يعرف الخوف ويدرك ان الهجوم غير وسيلة للدفاع، واذا كان كاريكا في الموعد فان الهلال سيسجل اكثر من هدف في شباك الملعبن خاصة وان دفاعه ليس بالقوة المطلوبة ومدربه يعتمد على الحارس ديكاتيه الذي يعتبر واحداً من افضل حراس القارة السمراء. من الاشياء التي تبعث الأطمئنان ان دفاع الهلال مع النابي في افضل حال، وان مساوي الذي يعتمد عليه في قيادة الدفاع استعاد مستواه، وفي وجود المتطور اتير توماس وسيسيه وبوي فان الفريق قادر على كتم انفاس هجوم الملعب.. واتمنى ان تتأكد مشاركة بوي لان خطورة الملعب في الطرف الأيمن والمهاجم صاحب الرقم (12) الذي يلعب في الجهة اليمنى ايضاً فوجود بوي يعني انهاء هذا الهاجس الذي يقلق النابي. اللعب في مالي ليس غريباً على الهلال الذي يدشن اليوم مشاركته رقم 37 في بطولات الأندية الافريقية الابطال، وخبرة لاعب الهلال تجعل حالة الخوف والقلق وسط جمهور الهلال غير مبررة على الإطلاق وشخصياً لست خائفا من مباراة اليوم بل ارى ان الهلال قادر على الخروج بنتيجة ايجابية تجعله قريباً من التأهل لدور ال16، وكل الذي اتمناه ان يكون نزار حامد في مستواه، فاذا كان هذا اللاعب في يومه فان الملعب سيرى يوماً اسوداً بين جماهيره وفي أرضه وبعيداً عن الهلال فان الأهلي شندي يقاتل هو الآخر في راوندا من اجل أن تبقى راية الكرة السودانية صامدة، والنمور قادرون على تحقيق التعادل على اسوأ الفروض، ليس انتقاصاً من منافسهم (اية اس) كيجالي ولكن الأهلي شندي افضل من هذا الفريق بمراحل مستواه يؤهله لتحقيق الفوز رايح جاي. وكل دعواتنا للهلال والأهلي شندي بالثبات والعودة مرفوعي الرأس للخرطوم، (قولو يا رب).