ü لم يخفِ د. عبد الحميد موسى كاشا غبطته وفرحته العارمة بنجاح السلطات الأمنية في إلقاء القبض على عصابة النهب التي دخلت الأسبوع الماضي سوق «أم دفسو»، ونهبت كشك يتبع لبنك التضامن، كما قالت حكومة جنوب دارفور في بيانها -المستسهل- الحدث الكبيرالذي هزَّ جذع شجرة أمن بلادنا.. فالمنهوب سواء كان مصرفاً كبيراً أو نافذة صرافة أو كشكاً، فهو حدث بدلالاته المعنوية كان يستحق أن تجرد له القوات الأمنية الحملات حتى يتم القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة.. ويثبت مولانا محمد بشارة دوسة أن تصريحاته التي أطلقها غداة عودته من نيجيريا لها من الصدقية ما يعززها في الواقع من خلال سرعة المحاكمة للذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً، فهل ستُقطع أرجل وأيادي هؤلاء من خلاف.. أم و نظراً للاعتبارات الدولية ووجود مراقبين لحقوق الإنسان وقوات الاتحاد الأفريقي سيُزج بهم في السجن ريثما يصدر عفو عنهم في مقبل الأيام!! ü القرارات التي أصدرها والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا بحظر حمل السلاح في الأسواق، ومنع أي عربة لاندكروزر لا تحمل نمرة بالتحرك حتى لو كانت عسكرية، قرار صائب حتى لو صدر متاخراً، لكن كيف يستقيم قرار حظر حمل السلاح والدخول به الأسواق مع خطة ذات الولاية التي أقرتها في يوليو الماضي بحصر السلاح وتسجيله وتقنين حمله للمواطنين بموجب بطاقات تصدرها الشرطة؟.. ولماذا لا تحظر حكومة الولاية تحرك أي عربة بدون نمرة سواء كانت العربة لاندكروزر أو نيسان أو حتى أتوس، والمسألة الأمنية في جنوب دارفور أخذت منحى كارثياً بتصاعد أعمال العنف التي لم تبدأ في حقبة د. عبد الحميد كاشا، بل سبقت مجيئه، ولكنها في حقبته تصاعدت.. وحادثة نهب كشك بنك التضامن أو نافذته المصرفية لا تبعد عن منزل الوالي أقل من كيلو متر واحد. ü وفي السياق ذاته وجه نائب والي جنوب دارفور عبد الكريم موسى الاتهامات صريحة لقوات حرس الحدود وقوات الدفاع الشعبي، من خلال حديث نائب الوالي لإذاعة الأممالمتحدة «مرايا»، وقال إن هذه الجهات يحتمل أن تكون متورطة في حادثة النهب.. انظر لصيغة الاتهام: جهات يشتبه أو يحتمل تورطها؟!.. هذه الأحكام من نائب الوالي صدرت قبل أو بعد إلقاء القبض على العصابة التي إن ثبت انتماؤها لقوات نظامية كحرس الحدود فان عقوبة الإعدام رمياً بالرصاص حتما ستكون في انتظارها من خلال محاكمة عسكرية.. أما إذا لم تثبت مزاعم نائب الوالي فإن حكومة الدكتور عبد الحميد كاشا تبدو في مظهرها العام مضطربة في أقوالها ومضطربة في أفعالها، وليس مستغرباً البحث عن شماعات كبيرة ومشاجب تعلق عليها المشاكل. ü هل توافقني سيدي الوالي المنتخب أن التلويح بالاستقالة لايحل المشكلة، ولكن الجلوس مع الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية، وإبرام مصالحة داخل حزب المؤتمر الوطني ومع الأحزاب الأخرى، هي الخطوة التي تنتظرها نيالا حتى تجمع الحكومة صفها الداخلي أولاً لمواجهة ما يفد من خارج حوشها من حرامية ومتسللين. وفي تجربة محافظ نيالا الأسبق آدم جماع عبرة، وجماع قريب من كاشا في الخرطوم، إن أراد الوالي الاعتبار.