تأسفت كثيراً لحال بعض قنواتنا الفضائية ونحن نتابع كل يوم الأخبار والحوارات الفضائحية التي تعكس ما وصلت إليه هذه القنوات التي كادت أن تصبح قنوات(اكشن)، ولكن ليس بمنتوجها السينمائي ولكن باساليب اللبع والخبط والضرب المبرح بين العاملين وقيادات هذه القنوات، وهي بأي حال من الأحوال مرفوضة جملة وتفصيلا، وتمثل كارثة وفضيحة ومحصلتها النهائية إضعاف منتوج هذه القنوات الإبداعي لعدم وجود بيئة صالحة للعمل. نحن نرفض اتجاه العاملين لأساليب الضرب بشتى أنواعه مهما كانت درجة الغبن التي تجتاحهم من المسؤولين عن إدارة أمرهم في هذه القنوات، فلو القينا نظرة لأسباب ودوافع كل هذه الأحداث المؤسفة فنجد أن سببها واحد وهو هضم حقوق العاملين، وتقليص لقمة عيشهم التي قد تدفعهم لفعل أكثر من ذلك في مقبل الأيام، ونصل لمرحلة لا يمكن معالجتها وتصبح القنوات تتعامل بلغة الغابة كل موظف فيها يتجه لأخذ حقه المادي بيديه بضرب مدراء أقسامه، وفي المستقبل القريب قد يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك ويتجهون لضرب مدراء القنوات أنفسهم اذا استمر الوضع بهذه الصورة، وأنا أرى ذلك بعيني من خلال معايشتي لأحوال وأوضاع وظروف العاملين. لذلك لا نجد غير حل واحد فقط لتفادي مثل هذه المشاكل بل الفضائح في قنواتنا الفضائية بمراجعة كيفية إدارة هذه القنوات من المسؤولين عنها، وتغيير سياساتهم الفاشلة بالطبع مع الموظفين، والتي أفضت لهذه الأوضاع الكارثية واتباع نهج جديد ومنصف يعطي كل ذي حق حقه، بدون أي مجاملات وبعيداً عن العلاقات الشخصية.. قاتلها الله.. وأسلوب شلة أو جماعة المدير أو المقربين منه حتى ينصلح الحال في هذه القنوات، وأنا أقصد هنا بالطبع التلفزيون القومي وقناة الخرطوم وقناة النيل الأزرق التي يستعد منسوبيها للانفجار في وجه إداراتهم وفايتين الباقين بالصبر فقط، فأوضاع العاملين فيها هي الأسوأ بين القنوات التي عليها أن تتخذ من قناة الشروق الفضائية مثلاً أعلى في احترام إدارتها لكل الموظفين فيها، فهي القناة السودانية الوحيدة التي تعمل بسستم إداري محترم ينأى بها عن مثل هذه الفوضى والأساليب المتوحشة بالضرب واللبع والكف والشلوت. زمان كان الضرب في القنوات تحت الحزام ... ولكن الآن أصبح الضرب فيها ب «الحزام». ٭ خارج النص: من الاسبوع القادم سوف نبدأ بفتح عدد من الملفات الساخنة داخل قناة النيل الأزرق ونكشف عن كل المسكوت عنه بداخلها ونفضحه للجميع، حتى ينصلح حال إدارتها من الفوضى والمجاملات التي أضعفت شاشة القناة ونكشف حقيقة خدعة أنها القناة الأعلى مشاهدة، فإذا كانت كذلك، فليرحم الله القنوات السودانية، فقناة لا تمتلك حتى برمجة ثابتة تصبح الأولى وتعمل ببرمجة حسب الطلب، فكل من يدفع يمكنه الظهور عبرها، والأمثلة كثيرة على ذلك فهي قناة تفتقر للمؤسسية ويتحكم فيها شخص واحد فقط ولا تمتلك أي رؤية برامجية مستقبلية و كيف هزمت القناة المشروع الحضاري.