تلك العضلة التي لا يتجاوز وزنها ال 5. في المائة من وزن جسم الإنسان أي بحدود 350 جراماً لشخص وزنه 70 كيلو جرام، هي التي تحمل في داخلها كل المشاعر الإنسانية من حب وكره وبغضاء وحسد وغيره وحزن وفرح وغم وهم، ولا أدري كيف لهذه العضلة الصغيرة والضعيفة التي تسكن جسد المواطن السوداني بالذات، أن تتحمل كل هذه الأوجاع والآلام وقليل من الأوهام التي يمكن أن نطلق عليها جزافاً آمال. وهذه العضلة المسماة القلب نطلق عليها أيضاً كلمة الفؤاد دون أن نفرق بينهما، حيث يشير بعض المفسرين إلى أن الفؤاد هو بوابة القلب، (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ( القصص الآية 10 والقلب الطبيعي الذي يتكون من عضلات وشرايين وأوردة، ولقدرة الله وحكمته يصمد أمام كل /البلاوي/ الإنسانية والابتلاءات الإلهية إلى أن تسقطه في أحيان عديدة صدمات حياتية قاسية لا يطيق تحملها، والمشكلة أن قلب الإنسان لا رديف له، بعكس أعضاء أخرى مهمة في الإنسان كالرئتين إذ يمكن أن تؤدي الأخرى المهمة لو تعطلت الأخرى، ولهذا كانت تصاحب التطورات العلمية للقلب ضجة كبرى باعتباره فتح أو أمل جديد أمام مرضى القلب. وقد استطاع العلماء زراعة أول قلب صناعي في الإنسان عام HYPERLINK "http:// ar.wikipedia.org/wiki/1969" \o "1969" 1969م، حيث استطاع أن يبقي المريض حياً لأكثر من 60 ساعة حتى تتم عملية زراعة القلب، وفي عام HYPERLINK "http://ar.wikipedia.org/wiki/1982" \o "1982" 1982م، استطاع فريق جراحون بقيادة HYPERLINK "http:// ar.wikipedia.org/w/ index.php?title=%D9%88%D9%84% D9%8A%D9%85_%D8%AF%D9% 8A%D9%81%D8%B1%D8%A7%D 9%8A%D8%B2&action=edit&redlin k=1" \o "وليم ديفرايز (الصفحة غير موجودة) وليم ديفرايز من HYPERLINK "http://ar.wikipedia.org/w/ index.php?title=%D8%AC%D8%A7 %D9%85%D8%B9%D8%A9_%D9 %8A%D9%88%D8%AA%D8%A7& action=edit&redlink=1" \o "جامعة يوتا (الصفحة غير موجودة) جامعة يوتا أن يزرع قلباً صناعياً، كأول قلب بديل دائم للقلب البشري، وعاش به المريض 112 يومًا. ومع وتيرة التطورات، تمكن العلماء مؤخراً من صناعة أول قلب صناعي كامل على أمل أن يكون بديلاً دائم، واتجهت كل الأنظار قبل نحو شهرين ونصف لمستشفى جورج بومبيدو في باريس لمتابعة أجراء أول عملية لزراعة في مريض عمره 76/ عاماً، على أمل أن يكون فتحاً جديداً أمام ملايين من مرضى القلب الذين ينتظرون سنوات لمتبرع متوفي، إلا أن هذه الآمال تبخرت مع الإعلان قبل أيام عن وفاة الرجل، لتبدأ دورة جديدة من البحث داخل المعامل العلمية. فهل يا ترى لو كان هذا القلب والمصنوع من بلاستيك صلب كالمعدن والذي يتجاوز سعره 160 ألف يورو، سيحتمل لو نجحت تجربته كل زفرات وآهات وآلام أوجاعنا المتصاعدة بين صبح ومساء؟ وهل كان سيطيق كل أنواع المشاعر المؤلمة والمفرحة التي تنهال عليه من كل حدب وصوب.؟ وهل كان سيمشي بيننا صاحبه وهو كالميت؟ لو كان كذلك لرفعنا الأكف والضراعة أن ينزع قلوب ساستنا الذين أوردونا إلى المهالك، وأن يزرع في صدورهم قلوباً صناعية، حتى نتجاوز بها تلك المحن والمصائب. فاصلة: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.