كعادته دائماً فاز الهلال عندما يكون مرشحاً للفوز وفي كل عافيته واستقراره، لذلك فإن فوزه الثالث خارج الخرطوم على الرابطة كوستي أمس لم يكن مستغرباً لأن كل المؤشرات تشير إلى عودته بالنقاط والانتصار، واستحق جمهور النيل الأبيض الذواق أن يكون الهلال ضيفاً عليهم في أول رحلة ولائية بعد فوزه على الملعب المالي وتأهله لدور ال16 من دوري الأبطال، فقد مارس الهلال عادة الكبار وانتصر على الرابطة بعد أن لعب معها بكل احترام. وحمل فوز الهلال أمس مؤشرات جيدة حول أداء الفريق، وما يفكر فيه النابي الذي لا زال يبحث عن التشكيل الأمثل حتى يقدم الفريق ما هو مقنع رغم أن الفوز هو الرد الأكثر قوة لإقناع أي منتقد ولكن الهلال حتى الآن ما زال في مرحلة التطوير والبناء ولكنه اقترب من اكتماله بدراً والتشكيل الذي لعب به النابي أمس أمام الرابطة يؤكد أن التونسي يفكر في مباراة ليوبارد وليس الرابطة ونقاط مباراتها. واعتماده على نزار من البداية، ومنحه الثقة رغم تراجع مستواه يرجع إلى أن النابي يعرف كل كبيرة وصغيرة عن ليوبارد الذي يمتاز لاعبوه بنية جمسانية قوية ووجود نزار وتجهيزه لهذه المباراة يعتبر أمراً تفرضه الظروف ويمليه الواقع، وقدم نزار مستوى لا بأس به في خانته الجديدة ولكن الجمهور لا زال يبحث عن نزار الذي هتف له في الموسمين الماضيين، ورشحه الخبراء بأن يكون واحداً من أفضل نجوم الكرة في السودان. وبعد نزار نتحدث كثيراً عن نجم المباراة الأول وصانع الانتصار بكري المدينة الذي لعب أمس كرأس حربة صريح فسجل هدفين وأضاع مثلهما ولكن وضح أن النابي أراد أن يجرب بكري في هذه الخانة بعد أن أثبت كفاءته في اللعب على الأطراف.. ولم يخيب بكري ظن النابي وقدم مباراة كبيرة أكد به أن مستواه أمام الملعب لم يكن صدفة، وبمزيد من التركيز سيكون بكري أخطر مهاجم في السودان حتى في وجود كاريكا الذي ضحى بمركزه في الهجوم ليلعب كلاعب وسط شمال من أجل مصلحة الفريق. لم يهضم لاعبو الهلال طريقة (4/3/3) بالصورة التي يريدها النابي ولكن بمزيد من المباريات والتدريبات سيتأقلم عليها اللاعبون كما تأقلموا من قبل على طريقة (4/4/2) التي لعب بها ريكاردو مع الهلال وسار عليها كل السودان.. ولكن ما يميز أداء الهلال حتى الآن الانضباط التكتيكي وعدم انزعاج اللاعبين عند فقدان الكرة لأنهم يدركون أن خصمهم سيعيدها إليه عندما يقترب من منطقتهم. نجح الفريق في كسب مباراته الخامسة على التوالي، وحافظ على نظافة شباكه في المباراة السابعة على التوالي إذا أضفنا لمباريات الممتاز الخمس مباراتي الفريق أمام الملعب المالي مما يؤكد أن دفاع الهلال بدأ يستعيد قوته رغم الهفوات التي ترتكب من سيف واتير، ولكنه مقدور عليها وأن المدرب يكون قد لاحظها ونبه إليها اللاعبين حتى لا تتكرر. انتهي الهلال من أمر الرابطة وأمامه هلال الفاشر، ولكن يبقى الإعداد لمواجهة ليوبارد هو الأهم، وإذا لعب اللاعبون بنفس روح مباراتي الملعب المالي فلا خوف عليهم في الكنغو، وما يفكر فيه النابي سيقود الفريق إلى بر الأمان وعلينا أن نساعد هذا المدرب الطموح بالنقد الهادف وعدم التدخل في اختصاصاته حتى ينزل أفكاره على أرض الواقع.