قال صاحبي الموسيقار يوسف الموصلي رد الله غربته أن سنوات ترحاله وهجرته الطويلة جمعته مع الكثير من الهاربين من الوطن منذ بداية تسعينيات القرن الماضي فحينما كان في القاهرة ، التقى صدفة مع جماعة من محبي الطرب من السودانيين والمصريين وفي حينها ، شدا فنان جنوبي بالأغنية التراثية ( يا جوبا مالك علي أنا ... يا جوبا شلتي عينيا انا ) ، وتسربت الأغنية مع تقاسيم العود إلى عروق ودواخل القوم وانتشوا طربا وحلقت فوق رؤوسهم عصافير الذكرى وفي حينها صاح واحد من الأشقاء الصعايده ( مين جوبا اللي حتغنوا عليها دي يا بووووي الظاهر حلوه قوي ) ، الله يخرب مطنك ضحكتني ، عموما حسب الموصلي ، ساعتها ضحك القوم ، وكركروا حتى أدمعت أعينهم ، حنينا إلى الوطن ، لشمسه ونيله ومدنه وتقاطعات شعبه بكل مشاربهم ، الآن يبدو ان الخرطوم ستذرف الدمع حزنا علي نظيرتها جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، وربما ترفع الخرطوم عقيرتها بالغناء في إنصاف الليالي وفي الأمسيات الرخوة ( يا جوبا مالك علي انا قطار شلت عينيا انا ) ، وربما يغني السودان كله هذه الأغنية حينما يتم فصل الوطن ، وتغرب شمس الوحدة هناك في الأفق الجنوبي البعيد ، اسأل يا جماعة الخير ما مصير أغنية ( يا جوبا ) التي تعيش في الوعي الجمعي السوداني هل سوف يتم إقامة حفل تأبين لها ونودعها إلى مثواها الأخير أم ان المطربين في دولة جنوب السودان الفتية ولا أقول الديمقراطية ، ناس مايكل وألور وميري وغيرهم سيشعلون فوانيسها ويمجدون جوبا باعتبارها عاصمة للجنوب ، وحتى نكون اكثر صدقا وشفافية ادعو صديقنا معتصم فضل مدير الإذاعة القومية ونائبه صاحبنا عبد العظيم عوض بضرورة بث هذه الأغنية بمختلف أصوات المغنواتية وكذلك الحال بالنسبة للتلفزيون القومي والمحطات الفضائية السودانية المتانسله مثل فئران التجارب كل هذه المنظومات الإعلامية يجب ان تكرس لهذه الأغنية التي سوف تهرب في دهاليز الزمن وتصبح من الأحاجي السودانية القديمة ، أقول يمكن بواسطة هذه الأغنية أن نجد السلوى ونتذكر ان جوبا كانت في يوم من الايام مدينة جميلة في الوطن الواحد ، فلماذا يا جوبا يا جميله ( شلتي عينيا انا ) ، الا تحبين يا جوبا إلى ان ترتمين تحت إقدام الوطن تتبتلين في عشقه فهناك من عشقك ومجدك في الزمن البهي فهل ( تحني عليا يا ستي ) وترفضين الانفصال وتقولين للانفصاليين أو المنفصمين أريد ان أكون ضمن مكونات السودان الواحد ولا أريد الهروب وتفتيت الوطن ، سلام عليك يا جوبا وشوارعك تشهد الاستعدادات لإعلانك عاصمة للجنوب ، سلام عليك حينما ينتشي مطرب من الشمال أو الجنوب ويسكب صوته في المدى وهو يردد يا جوبا مآآآآلك .. إلى آخر الأهزوجة ، آآآآآآآآآآآآآآه يا زمن هل تذكرين يا جوبا سلام وحليل السلام .