كان ل«آخرلحظة» مع الأستاذ عبدالفتاح محمد عبدالفتاح الممثل والمخرج ومدير المسرح الأسبق تناول خلاله المشكلات والمعوقات التي تواجه المسرح بصفة عامة كما تحدث عن مسرحية النظام يريد وبعض الجوانب الأخرى من حياته فمعاً نقرأ إفاداته. عبدالفتاح محمد عبدالفتاح من أبناء بربر.. البداية كانت عندما جئت للغناء في الإذاعة في العام 1965م، وتم قبولي كممثل وواصلت وشاركت في المسرح وعام 1973م تم انتدابي لمعهد الموسيقى والمسرح وتخرجت في دفعة عثمان جمال الدين، وسمية عبداللطيف، وكنا أوائل الدفعة، وفي العام 1978 تدرجت في الوظائف إلى أن وصلت مديراً للمسرح سنة 1996 وخلال هذه الفترة مثلت أكثر من اثنين وثلاثين مسرحية، وأخرجت ثلاث مسرحيات، ومثلت خمسة وعشرين مسلسلاً تلفزيونياً آخرها (وهج الشفق) و(سكة الخطر)، وشاركت في مهرجان بغداد للمسرح العربي منذ الدورة الأولى ومهرجان أيام عمان المسرحية، وبالإذاعة مثلت آلاف المسلسلات والآن أقود عربة أمجاد تقلدت منصب مدير المسرح لمدة أربع سنوات بعدها استمريت عضواً في الفرقة القومية للتمثيل وسكرتيراً للفرقة وشاركت في عدد من مسرحيات الفرقة. عندما كنت مديراً للمسرح كان المسرح صالة عرض، وكنا فقط نتعاقد لإقامة حفل أو عرض مسرحية به، وكنا نقوم فقط بتحضير المسرح، وقدمنا عروضاً كثيرة، وكان المسرح مكتظاً بالجمهور خصوصاً في مسرحيات الفاضل سعيد وفرقة الأصدقاء، والمخرج عماد الدين إبراهيم، ومنها (المهرج) و(الكسكتة) و(عنبر المجنونات) علماً بأنه في تلك الفترة كانت لا توجد ميزانية للإنتاج. افتكر أن النشاط المسرحي مؤخراً أصبح مقصوراً على مسرحيات يقدمها الشباب في مهرجان البقعة، وفي الغالب هي مسرحيات ذات نفس قصير إلا أن بعضها تمت إطالته وهي لا تصلح للعرض الجماهيري، أي أنها مسرحيات مهرجانات، ومهرجان البقعة يفرز بعض المسرحيات وتنتهي في وقتها أي في يوم واحد وهذا لايسمى إنتاج مسرح. وأضاف عبدالفتاح قائلاً: يمكن التكلفة العالية للإنتاج المسرحي تكون سبباً في قصور تقديم عروض مسرحية كبيرة نسبة لأن الدولة لا تدعم الإنتاج المسرحي على الإطلاق. مسرحية «النظام يريد» مسرحية عادية وجدت صدىً إعلامياً كبيراً وهي لا تطرح قضية كبيرة، والطرح فيها غير عميق، وحاولت استخدام الغناء والرقص والنكتة اللفظية والحركية لكسب الجمهور، واعتقد أنها وجدت الصدى الكبير للإعلان الكبير الذي تحملته جهة الإنتاج، بجانب اعتمادها على ممثلين لديهم قدرات عالية في التمثيل، ولكن النص ضعيف المحتوى وأيضاً به مساس لبعض الشعوب ولم تطرح جديداً ولكن الأزراق بيد الله. برنامج ود البصير فاز بجائزة البرنامج الدرامي عبر استبيان جماهيري، وهو الآن ألف وثلاثمائة ستة وثلاثون حلقة ومازال مستمراً، وكنت أمثل فيه شخصية حاج المبارك في الحلقات الأولى، وتوقفت لفترة لارتباطي بأعمال مسرحية، وعدت للعمل قبل خمسة عشر سنة بشخصية الباشمهندس. المشكلة أن المسرح هو فن شامل ويحتاج إلى تكلفة عالية، لأنه يحتاج إلى النص والمخرج والممثلين والديكور والأزياء والموسيقى، فهو يجمع كل هذه الفنون وبالتالي فإنه ذو غالية جداً، ونجد المسرح في العالم أسعار تذاكر الدخول اليه الأعلى قيمة عكس ما هو في السودان.. كما أن المشكلة الحقيقية هي في الفضاء الذي أصبح عامراً بالقنوات الفضائية والتي أصبحت بديلاً للمسرح، لأنها تنقله اليك في المنزل، وهذا ساهم في عزوف الجمهور عن الذهاب للمسرح.. ونجد أن القنوات الفضائية السودانية وتحديداً تلفزيون السودان مكتبته بها مسرحيات سودانية مسجلة من المسرح القومي، ولكنها لا تبث لتخلق صلة بين المتلقي وفناني المسرح بالسودان، وأتمنى أن لا تكون هذه المسرحيات قد تم مسحها أو إعدامها، إذا ماقارناها بالتلفزيون العراقي والكويتي والمصري اللذين مازالا يعرضان المسرحيات القديمة بعيداً عن المسرح أحلى المدن داخلياً مدينة كسلا، فهي مدينة جميلة وحنينة، وخارجياً المدينةالمنورة. - أميل كثيراً لمشاهدة الجزيرة، والشروق، وقناة أم درمان.. وقناة الشروق بها برنامج متميز وهو برنامج مسرح على الهوا فهو يطرح قضايا جوهرية وتمس حياة الناس وأنا أحبه جداً، وامتع ما فيه مشاركة الجمهور ويستحق الجائزة التي نالها من خارج السودان، ويستحق أن نكرمه داخل السودان، واحيي محمد نعيم سعد فهو خالق فكرة هذا البرنامج وأيضاً أحيي قناة الشروق على مواظبتها على تقديم حكايات سودانية في كل رمضان، وهذا دعم عظيم للدراما السودانية التي رفع عنها كل الدعم. من الملاذات الآمنة التي دوماً ما الجأ إليها القرآن الكريم والبقاء في المسجد لأطول فترة ممكنة، وأيضاً البقاء مع أسرتي الصغيرة. أشجع الهلال جداً جداً وأتمنى أن يجد حظه في بطولة افريقيا ويحرز كل الكاسات.