يعتبر النسيان مرضاً روحانياً لا يخلو من الشيطان وهمزه، فقد قال تعالى: «قال أرايت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا»، ولقد أصبح النسيان يدق أبواب جميع الناس كبيراً كان أم صغيراً، غير معروف هو نعمة أم نقمة وهل السبب الانشغال الكثير أم عدم التركيز أم كثرة الهموم. وفي استطلاع قمنا به لمعرفة أسباب النسيان أجمع العديد من المواطنين على أن الهموم والضغوط النفسية هي السبب الذي يؤدي إلى النسيان. وعندما سألنا السيد محمد علي قال: إن المسؤوليات وضغوط الحياة والهموم أصبحت كثيرة، والتفكير في الغد وكيفية المعيشة يجعل ذهن الشخص مشغولاً، وذلك يؤدي إلى النسيان. وقابلنا الأستاذ حافظ والذي قال إن النسيان ناتج من ضغوط جملة: نفسية أو اقتصادية، بجانب تراكم الأزمات مما يجعل ذهن الإنسان مشتتاً، والتشتيت يؤدي إلى عدم التركيز، وعدم التركيز يؤدي للنسيان، ويمكن للشخص أن يتجاوزها بقراءة القرآن والتقرب إلى الله وذكره، فلقد قال تعالى: «واذكر ربك إذا نسيت» فإبليس يحاول إبعادنا عن التعبد والذكر، ويجعلنا ننسى الصلوات وقراءة القرآن، وقد نحتاج للنسيان أحياناً لمحو ذكريات أليمة وحزينة، اذا لم تندثر بالنسيان تصبح هاجساً مؤلماً للإنسان، وأما النسيان المتكرر قد يكون مرضاً عابراً، أو نتيجة ضغوط أو حالات نفسية، وأصبح هذا الحال عند الصغار والكبار، فالنسيان ينتاب الجميع. وتطرقنا للحديث عن الذاكرة والنسيان عند الحيوانات أيضاً ويحدثنا البروفيسور محمد عبد الله الريح، حيث يقول: كل حيوان لديه ذاكرة يختزن فيها المعلومات المهمة عن البيئة الموجود فيها، وبعضها يتعامل بردود أفعال عكسية، فالحيوانات الأولية تتكون من خلية واحدة.. تختزن فيها معلومات عن المحيط الذي حولها، فالتي فيها تهديد على حياتها تبتعد عنها، والحيوانات الكبيرة أو الأكثر تعقيداً مثل «الغوريلا والشمبانزيا» لأن دماغها كبير بالنسبة لحجمها،ولأنها تتعلم أشياء فلابد أن تختزن كل الذكريات القبيحة لكي لا تتعرض لها مرة أخرى، وأين مكان الخطر والنداء والتكاثر وكيفية التعامل وتقوم باسترجاع الذاكرة وما تم تخزينه والاستفادة منه، وللدواب ذاكرة كبيرة ترتبط بالإنسان، ولأنها أليفة مثلاً الحمار يختزن في ذاكرته معالم الطريق من أول مرة ويسترجع ذلك من ذاكرته، وبعضها يستخدم الحواس مثل الكلاب، فهي تستخدم حاسة الشم لاسترجاع الروائح والأشياء التي اختزنتها، فالكلب اذا ارتبطت في ذهنه رائحة معينة فيختزنها من أول مرة في ذاكرته. والقطط تسترجع الذاكرة عن طريق النظر، وأكثر الطيور ذكاءً الغراب لكبر حجم دماغه. ü وكل الحيوانات لها ذاكرة تخزن المعلومات، وتسترجع هذه المعلومات عند حاجتها لها، والذاكرة عند الحيوانات لها أربعة أركان: أولاً التعلم، ثم الاختزان، ثم الاسترجاع، ثم استخدامها في الوقت والمكان، وذلك يعتمد على حجم الدماغ، وأكثر الحيوانات ذات ذاكرة هي الحصين والفيلة، ومن الثديات الغورلا والشمبانزيا. ü ويمكن أن نجد النسيان عند الحيوان أيضاً، فيقوم الحيوان بنسيان المعلومات عندما تكون غير مفيدة له، ويتجاهلها.