يستبشر أهل السودان ويغتبطون أيما غبطة وهم يرحبون اليوم بمنتهى الصدق والتلقائية بضيفهم الفخيم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المفدى .. إستقبالاً يليق بشخصه الكريم وهو يمضي بوعي وثبات على نهج الأُلي ، يقود شعبه وينهض ببلاده ويتفاعل مع بلايا وقضايا أمته وآلام وهموم إخوته ، ولا يبالي في سبيل ذلك بتحدي الصعاب وبذل الجهد والوقت والمال ، ومن خلفه وحوله أسرة عظيمة وشعبه شهم عظيم يفخر ويعتز بلا شك وهو يرى أميره يتحزم ويتقدم في مختلف أصعدة الخير ومواطئ التلاحم والتراحم ، يسير على خطى والده سمو الأمير الوالد وآبائه الذين رسموا معالم قطر الحديثة ، ويضع سمو الشيخ تميم بصماته ولمساته ويحفر إسمه بأحرف من نور على جدران الحاضر كأحد القادة الشباب أصحاب القدرات والخبرات والحكمة والكياسة والرؤية الواضحة والإيمان القاطع بطبيعة الطريق ومعالمه وعقباته . لقد بات واضحاً لدى كل مراقب كيف أن سياسة قطر الحديثة قامت وتقوم على الثقة بالله ثم بالنفس وإحترام الآخر والتفاعل الطوعي الإيجابي غير المحدود مع قضايا الأمة العربية والإسلامية والحرص على تماسك الدول والشعوب العربية والإسلامية وتكاملها وتداعيها لبعضها كما الجسد الواحد ، إسألوا عن ذلك الشعوب في تونس في السودان في مصر في اليمن في سوريا في العراق في لبنان في الصومال في جزر القمر في ليبيا وغيرها من الدول التي شهدت ثورات وأزمات .. سيلمس كل مراقب مقدار التقدير والإحترام لقطر الدولة والشعب والقيادة وعلى رأسها سمو الأمير حفظه الله ورعاه . ونحن هنا في السودان نقولها بكل الصدق أننا في غاية الحرص على سلامة ومتانة علاقاتنا مع أشقائنا وأحبتنا بلا استثناء ، نكون معهم في السراء والضراء .. نغمرهم بكرمنا وصدقنا وبساطتنا وسائر قيمنا الراسخة في مجتمعنا ونفوس أبنائنا أينما حلوا وأقاموا .. إسألوا التاريخ والحاضر عن نسيج علاقاتنا مع إخوتنا في المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومصر وقطر ومملكة البحرين ، وكيف أن السودان ظل دائماً حريصاً على إحترام كافة أشقائه والإسهام الجاد في الحفاظ على أمنهم ومصالحهم وإحترام خصوصية شأنهم .. وبالتالي فإن علاقة السودان مع دولة لن تكون يوماً بديلة لعلاقته مع دولة أخرى بل إن ما عرفناه ولمسناه من قطر وقيادتها الحكيمة أنها أكثر حرصاً على معالجة الخلافات وتجاوز المعكِّرات من أجل جسد عربي معافى في عالم لم يعد يتعامل بالعواطف أو يحترم الضعيف أو يعطف عليه . إننا لنرجو أن تكون لهذه الزيارة الكريمة آثارها ونتائجها الإيجابية على صعيد العلاقات الثنائية والمصالح الإقتصادية المشتركة ، وأن تكون محطة متميزة لتدفق الإستثمارات القطرية وتنوعها ، ليس في مجال الزراعة والمواشي والآثار والصيرفة والتطوير العقاري فحسب بل في مختلف المجالات الحيوية التي تخدم تطلعات وتلبي حاجات الشعبين والدولتين وتحقق العوائد المجزية للمستثمرين في بلادنا التي لا يختلف عاقلان على بكريتها وتمتعها بكافة معطيات الإستثمار الحقيقي الناجع ، كما نتمنى أن تتمخض الزيارة الكريمة عن معالجة جذرية جادة لملف العمالة السودانية ذات الكفاءة والرغبة الحقيقية في العمل بدولة قطر لمواصلة مسيرة الإسهام في نهضتها وصعودها الذي نسأل الله أن يحميه ويرعاه ويبلغه مرماه . مرحباً سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ، مرحباً بك بين أهلك الذين أحبوك وارتسمت على وجوههم علامات الفرحة بمقدمكم الميمون في أول زيارة لكم بعد تسلمكم مقاليد الحكم في قطر الشقيقة ، وينتظرون منكم زيارة أخرى تمتد لثلاثة أيام على الأقل ، يُخصص جل وقتها لزيارة ربوع كردفان وسواقي الشمال وجبال الشرق وربوع دارفور وسهول البطانة تستمتعون فيها بالطبيعة وأصالة البداوة السودانية ، وتتيحون الفرصة لأهلكم البسطاء لإكرامكم والتعبير الصادق عن إحترامكم وأنتم تبذلون بسخاء وإخلاص في سبيل معالجة صراعات وأزمات مزمنة ، ومن حقكم على أهلنا أن يشعرونكم بحقيقة مكانتكم السامقة عندهم ، تشاركونهم ذبائحهم و«سلاتهم» ورقصاتهم بسيوفهم ومختلف أدواتهم .. مرة أخرى مرحباً سمو الشيخ تميم ووفده الميمون حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً .. نحن جندُ الله جندُ الوطن ، إن دعا داعي الفداء لم نخن ، نشتري المجدَ بأغلى ثمن .. أما أنتم فقسماً برب السماء وبمن نشر الضياء أنكم أوفياء .. الحاضرون منكم والآباء .. أنتم حقاً وصدقاً حماةٌ يوم النداء .. حمائم يوم السلام .. جوارح يوم الفداء . ü دبلوماسي سابق بسفارة السودان بقطر