يعتبر مرض «التوحد» من الأمراض الشائعة والقديمة في المجتمعات، وأحد الاعاقات التي تصيب الأطفال منذ الولادة، وهو عبارة عن مشكلة نمو أو خلل في وظائف الدماغ يصيب الأطفال منذ سن مبكرة. وأوضحت هاجر المشرف الفني بمنظمة السودان لأطفال التوحد- في الورشة التنويرية التي نظمتها أمس مؤسسة طيبة برس بالتعاون مع المنظمة.. حتى الآن لم تعرف أسباب محددة لهذا المرض، وقد وضع العلماء في هذا المجال بعض الافتراضات المتمثلة في التلوث البيئي مثل عوادم السيارات، والنقص في عنصر الزئبق وغيرها، ومن أبرز سماته صعوبة التواصل الاجتماعي والقصور الشديد في سلوكيات الطفل، كما تظهر عليه صفة الانطوائية والانزواء والانعزال عن المجتمع المحيط به، فضلاً عن القصور الشديد في التواصل اللفظي وغير اللفظي خاصة مع والدته كعدم النظر إلى أمه مباشرة أثناء الرضاعة واللعب وكذلك الأشخاص، بالإضافة إلى المشاكل السلوكية مثل العنف نتيجة للقصور الذي يبدو عليه الطفل في التواصل الاجتماعي لعدم مقدرته للحصول على احتياجاته، وكذلك عدم مقدرته على اللعب مع الأطفال الذين هم في سنه حتى اخوانه بالمنزل كما أنه لا يستطيع الاندماج داخل المجتمع المحيط به، لذلك نجد أن جميع الأطفال المصابين بمرض التوحد يتميزون بالعنف، لكن حتى الآن لم تتوفر أي حلول علاجية لهذا المرض لعدم معرفة السبب المباشر للإصابة به، ولتفادي هذا المرض لابد من اكتشافه مبكراً لتوفير فرص العلاج المناسب، ويمكن للأسر الانتباه إليه بملاحظة الفراغ لدى الطفل المتمثل في عدم استخدامه لالعاب مثل أقرانه، وكذلك الزهج الذي يبدو عليه الطفل بصورة ملفتة، ويمكن لمرضى التوحد أن يصبحوا منتجين في المجتمع إذا توفرت لهم العناية الكافية والمتواصلة، وقد شنت الورشة هجوماً على وسائل الإعلام لعدم قيامها بالدور المنوط بها تجاه التوعية بمرض التوحد والإعاقة بصورة عامة، وذلك لتغيير الصورة الذهنية للمجتمع عن مفهوم التوحد والإعاقة بصفة عامة.