المؤتمر الوطني يؤكد ويعلن ويصرح بأن الحكومة ستعمل على إنفاذ إتفاقية السلام كاملة بما في ذلك الاستحقاقات المتبقية مثل المشورات والاستفتاء على تقرير المصير في موعده، والعمل يمضي على قدم وساق في إنفاذ استحقاقات الإتفاق حسب الدستور الانتقالي، ويزيد على ذلك بتخصيص أربعين مقعداً في المجلس الوطني من عنديات المؤتمر الوطني خارج استحقاقات الدستور.. ويزيد على ذلك إقامة مشروعات تنمية تقدر بملايين الدولارات من نصيب دافع الضرائب السوداني، برغم أن حكومة الحركة الشعبية في الجنوب تأخذ حصتها حسب الدستور كاملة ولا تقوم بوضع طوبة على الأرض، ولا تمد ماسورة، ولا تبني طرقاً داخل المدن أو بين مدن وقرى الولاية.. والأموال تذهب إلى دول الجوار استثمارات لقلة من زعماء الحرب وتجار السلام، والأدلة تقف شاهدة في مدن يوغندا وعواصم كينيا، وبرغم ذلك يتخلى قادة الحركة عن التزاماتهم المسجلة بالصوت والصورة في أعقاب العودة من حجه بنيويورك، دون الإحساس بأي حرج في تغيير المواقف وخرق الاتفاق، والتنصل عن مسئولية الحفاظ على وحدة البلاد، بل والتنكر لمباديء زعيم الحركة الشعبية ومؤسسها الدكتور جون قرنق.. وبعد كل هذا يزيد ويتذمر بعضهم ويجأر بالشكوى الكاذبة للأسياد، تجار الرقيق العنصريون من اليهود والصليبيين من تصريح منطقي وواقعي بحسب ما يجري في الجنوب من عمل إرهابي ضد كل من لا يعمل وفق أجندة المتطرفين المحرضين ضد وحدة البلاد وأمنها وسلامها.. القوى اليسارية تساند أولئك المتطرفين سراً وعلانية.. كوادرها تقوم بتدريب كوادر الحركة في مصر وبريطانيا مقابل ملايين الدولارات.. وذلك لا يهمنا من قريب أو بعيد لأننا دعاة وحدة ولا يهمنا ما يقوم به دعاة الإنفصال ومساندوهم، من قوى اليسار وعملاء الإمبريالية الأمريكية الصهيونية.. النفط ناضب ومتناقص والسودان شعباً وأرضاً.. لن يذرف دمعة على نتائج تلك التصرفات الخرقاء لدعاة الإنفصال، ومعلوماتي تقول إن الحركة قد أعدت نفسها للإنفصال منذ اليوم الأول لوفاة جون قرنق، وذلك من خلال جملة من الممارسات السياسية والسلوك الإداري، المرتب من قبل الخبراء من جنوب أفريقيا كوكلاء للأمريكيين.. تدريب مكثف في جنوب افريقيا في جميع جوانب الدولة.. كادر كامل من المدربين الذين تم إعدادهم وتعديلهم في الولاياتالمتحدة وإسرائيل، تصريحات الأمين العام باقان أموم حول دولة السودان ووصفها بالفشل والفساد، بينما كان يتولى منصب وزير رئاسة مجلس الوزراء.. الأنباء التي تحدثت عن يد الحركة المدسوسة في أزمة دارفور والحركات المسلحة، وقيامها بفتح منافذ التدريب على القتال للحركات المسلحة في أوغندا.. باخرة الأسلحة التي فضحها القراصنة، وأطلقوا سراحها بعد أموال كبيرة دفعت.. محاولات لفتح منفذ لحكومة جنوب السودان في جيبوتي لتصدير النفط وتوريد الأسلحة.. تصريحات باقان قبل أسابيع ودون أية مناسبة بأن الحرب هذه المرة ويقصد بين الشمال والجنوب ستكون من نوع آخر!!!! في أعقاب الطائرات التي وصلت مطار كمبالا روسية الصنع.. وجود ممثليه للحركة ستتحول بسرعة إلى سفارات معترف بها في عدد من البلدان... بل أن يوغندا سمحت بفتح سفارة لحكومة جنوب السودان منذ سنوات إلى جانب سفارة السودان.. كل هذه التصرفات إذا أضفنا إليها تصريحات سلفاكير ومقترحات الإدارة الأمريكية وتصريحات وزيرة الخارجية المتكررة وسوزان رايس العدوة الأولى للسودان- ولا أدري ما سر هذا العداء السافر الحاقد لهؤلاء النسوة ضد بلادنا.. فهناك مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة وعداؤها السافر للسودان، وتصريحاتها السخيفة في أديس بعد زيارتها للسودان.. وهناك كونداليزا رايس وزيرة الخارجية في الإدارة الجمهورية لبوش الابن ومواقفها من السودان.. وهناك سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة وهي في ذات حدة العداء للسودان، فإذا أضفنا إليهن عضوية محكمة الجنايات الدولية المشكلة من ثلاث نساء تصبح المسألة أكثر وضوحاً.. حيث أن قوى الضغط الصهيونية تستخدم عواطف المرأة واستدرارها وتحويلها إلى قوة حاقدة على الحكومات السودانية الأكثر تكريماً للمرأة، وإنصافاً لها سياسياً واجتماعياً.. إذن ينبغي على أهل السودان أن يتبينوا مع من من الناس يتعاملون.. وكيف تدبر وتحاك ضدهم المؤامرات.. فالحركة لن تقف عند إجراء الاستفتاء إن جاءت نتيجته سلباً أو إيجاباً.. لأنها متآمرة على السودان، وتنفذ أجندة صهيونية بسوء نية وقصد مسبقين.. لأنها بجسدها مع السلام أما بنواياها وأفعالها فهي ضد السلام، وضد الوحدة، وضد استقرار ووحدة بلادنا، وأنا تتبعت تصريحات قادتها التي ظلت تتكرر بأننا لو تدخلنا في مشكلة دارفور، فإن حلها لن يستغرق ساعات!!.. وتكرار هذا النوع من التصريحات من قادة الحركة، إنما يؤكد ضلوعها في مؤامرة دارفور وأي مؤامرات أخرى ضد السودان ووحدته.. وعليه وبعد التصريح الحقيقي الذي خرج من أعماق قلب سلفاكير عقب عودته من نيويورك، إضافة لتصريحات قادة الحركة الآخرين، وعلى رأسهم الأمين العام باقان.. وما قال عرمان في ندوة القاهرة في رمضان من أن الحركة ستبقى في الشمال حتى بعد الإنفصال، وسيكون هناك جنوب آخر يعمل في النيل الأبيض.. ودارفور وكردفان.. مما يشير إلى مدى الضلوع في التآمر، وروح الثقة التي يتحدث بها هؤلاء الذين يظهرون شيئاً، ويبطنون أشياء كثيرة ضد شعب السودان في شماله وجنوبه.. شرقه وغربه.