الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي عباده الذين اصطفى وبعد : في يوم الأثنين الماضي أقمت محاضرتي الثانية بكلية التربية جامعة القضارف بتنظيم من رابطة التصوف.. وفي الحادية عشرة نهاراً دخلت ساحة الكلية، وما لفت انتباهي طالبات الجامعة بالزي الإسلامي، مئات الطالبات والرأس مغطى، ولا يوجد البتة طالبة شعرها مكشوف، وأثناء محاضرتي والتي كانت عن العقيدة، ردود علمية على الخوارج أعني الجماعات التكفيرية والتي نشطت بأسابيع علمية فيها محاضرات، المتحدث فيها يكفر من يحمل سبحه ويكفر من ينتمي للتصوف، ويكفر المتوسل وهي مسألة فرعية ويكفر ويكفر..... والغريب باسم السنة ومحاربة البدع والخرافات؟ فأثناء سردي العلمي لقضايا الخوارج (التكفيريين) ولأن حضور الطالبات كان مميزاً ناقشت مسألة أن الجماعات المتشددة تري أن النقاب فرض، والتي لا تلبس النقاب توصف بأنها مبتدعة وأوصاف أخرى... فقلت لهم إن الجمهور يرى أن المرأة يظهر منها الوجه والكفين، وجمهور المفسرين على أن المستثنى في قوله تعالى :«ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» الوجه والكفان،، أما آية الحجاب «وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب» فهي خاصة في سبب نزولها وأحكامها بأزواج النبي صلي الله عليه وسلم، وأخرج مالك والشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:« كان الفضل بن عباس رديف النبي صلي الله عليه وسلم يوم النحر وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة هذا يدل على أنه شاهدها مكشوفة الوجه تستفتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر». قال الحافظ ابن حجر في أول الجزء الحادي عشر عند كتاب الاستئذان ما نصه «وفيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضاً لإجماعهم على أن للمرأة أن تبدي وجهها في الصلاة» قال المواق شارح مختصر خليل: «وجه المرأة عند مالك وغيره من العلماء ليس بعورة».. أما الإمام أحمد فيرى وجوب ستر الوجه، وهذا خلاف فقهي فرعي، وخلاف الأئمة رحمة بالأمة، ولكن لم يقل أحد من العلماء بكفر أو فجور من تكشف وجهها إلا هؤلاء الخوارج والعياذ بالله. خادم العلم الشريف بالسودان