نقلوك من جنبنا وآآآي ناري يا الساده وحشتنا « مطلع أغنية شاعت في السنين الخوالي، ولأن ذاكرتي خربة ومثل غربال الزمن لا اتذكر أي تفاصيل أخري عن النص ولا المغني أو الشاعر ، ولكن هذا النص عن الأنتقال والسفر سطع في ذاكرتي والعالم يحتفل بيوم الصحة العالمي تحت شعار لدغة بسيطة تساوي خطر كبيرا « إذ تتوحد جهود العالم اليوم لمحاربة الامراض المنقولة عبر البعوض ، ذبابة الرمل ، البق، القمل وبعوضة حمى الضنك «أبو الركب» وغيرها من الحشرات الممرضة ، ولأننا من الدول الموبوءة بالملاريا بمختلف الإنماط أرجو ان تكون إحتفالية يوم الصحة العالمي بطريقة مغايرة، حيث ان الملاريا لدينا تقتل الآلاف، وفي كامل أفريقيا وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الملاريا حصدت أرواح 660 ألف نسمه حول العالم في العام 2010 م معظمهم من الاطفال، وبنظرة فاحصة إلى الأمراض التي المنقولة بالحشرات نجد ان بعوضة الملاريا والضنك هما الأخطر على رأس هذه القائمة، أولا لأن الملاريا ضيف ثقيل في الكثير من البيوت في مختلف أرجاء السودان حتى أن الولاية الشمالية التي كانت تخلو من هذا المرض أصبحت من المناطق الموبوءة وبالنسبة للبعوضة الناقلة لحمى الضنك فإن كل العوامل تحرض إزدهار هذا المرض في بيئتنا ، كما إن قرصات الذبابة الرملية تفشت قبل عدة سنوات في عموم السودان، ولا ادري إذا كانت هذه الأعراض ما زالت تفرض حضورها بعد مواسم الخريف الله وحده اعلم ، المهم دعونا نسأل أنفسنا هل وزارة الصحة الإتحادية بكامل رموزها كبيرهم الله علمهم السحر وغيره مستعدون للإحتفال بطريقة لائقة لرفع مستوى الوعي الصحي بين المواطنين بمخاطر الأمراض المنقولة أم أنها نائمة في غرفة الإنعاش ولا من شاف ولا من درى، كما لدي سؤال غتيت مصاب بالهستريا فيما إذا كانت صاحبتنا اللدودة وزارة الصحة تمتلك إحصائية عن الوفيات بالأمراض المنقولة وهل لديها جهود ملموسة لخفض حالات الوفيات بهذه الأمراض ، عموما هذا السؤال مجرد كلام والسلام وأحلق شنبي لو أن لديها إحصائية عن ضحايا الملاريا وأبو الركب والذبابة الرملية اللعينة، المهم لأننا لسنا مهتمون بمثل هكذا مناسبات وأيام لأن مشاغل الحياة تمنعنا من التفكير بنواقل المرض دعوني أقولها بصراحة وبدون لف ولا دوران أنه إذا كان شعار يوم الصحة العالمي هذه السنة تحت شعار « لدغة بسيطة تساوي خطرا كبيرا « ففي حياتنا اليومية هناك أشخاص يمتلكون قدرات فائقة على اللدغ من فوق الحزام وتحت الحزام وهؤلاء موجودن في حياتنا ولكن أخطر اللدغات التي يتلقاها المواطن السوداني التعيس تتمثل في اللدغات المعتبرة من الحكومة وكوادر المعارضة من طرف لأن هؤلاء لدغاتهم والقبر وكان الله في عون المواطن الغلبان فمن الملاريا إلى الحمى النزفية إلى أبو الركب يا قلبي لا تحزن.