بحسب الخبر الذي نشرته (آخر لحظة)، فإن السودان موعود بثورة طبية هائلة، إذا أولت الدولة إهتماماً بالأطباء، وأبدت جديتها في الاستفادة من طيورنا المهاجرة المتخصصة في كافة المجالات الطبية، في كثيرمن دول العالم.. الخبر الذي يستحق أن نقف عنده كثيراً يقول: في سابقة تعتبر الأولى بالسودان، وبوادر للهجرة العكسية من أجل العلاج، أجرى مريض أردني عملية قلب مفتوح ناجحة بمركز السلام للقلب بضاحية سوبا، الذي أجرى حتى الآن أكثر من 2500 عملية قلب معظمها لمرضى من خارج البلاد من دول الجوار، العراق، وأفغانستان، والأردن.. وعبّر د. عبد الله تيه وزير الصحة الاتحادي لدى تفقده لمركز السلام للقلب عن سعادته لنيل المركز جائزة التميز، واختياره ضمن أفضل (5) مستشفيات في العالم في مجال جراحة القلب.. حيث يُعد نقلة متطورة في مجال جراحة القلب في السودان وأفريقيا، لاستفادة الدول المجاورة بعلاج مرضى القلب بشراكة بين حكومة السودان والمنظمات العالمية، وتجهيزه بأحدث المعدات الطبية والمواصفات العالمية لتقديم الخدمة بكفاءة عالية. أليس ما قرأناه شئ يثلج الصدر ويدخل البهجة إلى النفوس المتعبة المثقلة بالأمراض، وما أكثرها (شفاها الله وعافاها).. أليس يستحق أن نقف عنده بشئ من التأمل وعلى الأخص من الدولة التي ما زالت تحدثنا يومياً عن مجانية العلاج والتعليم في كذبة هي كذبة كل الشهور.. فلا العلاج بالمجاني ولا التعليم كذلك.. ونحن لسنا بصدد الحديث عن ذلك.. ولكننا نتحدث عن الثقة التي يجب أن تعود للطبيب السوداني وللمرافق الصحية بالبلاد، وهي الثقة التي حزمت حقائبها قبل سنوات ورحلت هناك.. إلى دول تجاورنا، العلاج فيها بالملايين . على الدولة أن تعمل على تأهيل كوادرها الطبية، وأن تولي مرافقنا الصحية المزيد من الإهتمام، حتى يحس المواطن وهو ذاهب للعلاج بالطمأنينة، وأنه سيجد كل شئ متوفراً.. بدءاً من الطبيب المختص وانتهاءً بالدواء والرعاية.. وإذا حدث ذلك فإننا نجزم أنه لن يغادر أحد البلاد للعلاج.. وستعود الكثير من الكوادر التي لم تجد من يقيِّمها، ولم تجد البيئة الصالحة التي تقدم فيها خدماتها. إن الخبر الذي طالعناه يمكن أن يكون بمثابة صفحة جديدة لوزارة الصحة، تدون خلالها أسطراً جديدة، ملأى بالجدية والإهتمام والحرص على خلق بيئة صحية مثالية، عبر الإهتمام بشريحة الأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية.. وعبر توفير الدواء.. وبالتالي صفحة جديدة مع المواطن المتوجس من الذهاب للمستشفيات، ليقينه أنه لن يجد مقصده من علاج.. ويقين آخر أنه لن يجد غير التعامل غير الكريم من بعض الأطباء والمعاناة.. وربما عاد بمرض آخر لم يحسب له حسابه . السودان غني برجاله ونسائه من النابغين في مجال الطب.. وفيهم من ترك الهجرة ليقدم خدماته لأهله.. ومنهم من يعمل كآداء للواجب فقط.. ومنهم من ينتظر الضوء الأخضر من الدولة(لإصحاح بيئة الصحة)، ليبدع ويتفانى في مجاله.. كلهم.. في إنتظار اهتمامٍ أكبر من وزارة الصحة بهم وبمرافقهم الصحية، ليسمع العالم من الأخبار بمثل ما طالعنا من خبر.