«إن تولت المرأة القضاء وأحيت ما مات من أمر الله فالإسلام يرحب بالمرأة قاضية»، تلك المقولة الشهيرة للعالم والمفكر الإسلامي والملقب ب«أديب الدعوة» الشيخ محمد الغزالي، وكان قد صرح في «آخر كتبه» فيما نعلم وهو «السنة بين أهل الفقه والحديث» ما معناه «بأنه لا مانع من تولي المرأة رئاسة الدولة»، وعلى ذلك النسق كرم «الإسلام المرأة» لذا يعد الهواء الساخن الذي خرج من صدر عضو البرلمان والقيادية بالمؤتمر الوطني سامية حسن سيد أحمد وهجومها على حزبها والقوى السياسية الأخرى بسبب إقصاء المرأة عن أدوار وصفتها «سامية» بالرئيسية، ويلحظ ذلك من انتقادها لعدم إشراك «المرأة» في حوار المائدة المستديرة «للحوار الوطني» الذي التأم قبل أيام بين الرئيس عمر البشير وقيادات العمل السياسي. . ولكن تحذير «سامية لحزبها والأحزاب الأخرى من «تمرد وغضب النساء» ينبغي أن يحسب له كل حساب ويجب أن يوضع كمحور أساسي للنقاش داخل أروقة الأحزاب والقوى السياسية، «فالمرأة نصف المجتمع» وفاعليتها على كافة الأصعدة «السياسية والاجتماعية والثقافية»، وكان البعض يطلق النكات بمثابة التندر في صالونات الأحياء الشعبية وكان يقول لرفاقه «المرأة هي الحكومة والحوت». üü وبالعودة لنصيب المرأة في الانتخابات والتي نالت فيها نسبة 25% وكان الحزب الحاكم قد ألمح على لسان أمينه السياسي بولاية الخرطوم عبد السخي عباس إلى أن حزبه يدرس زيادة رفع نسبة مشاركة المرأة إلى 40%لكي لا يقول أهل الغرض إن حديث القيادية بالوطني بمثابة شرارة لثورة النساء، فقد أكدت سامية في حوارها مع «الزميلة» الأهرام أن المرأة لا تسعى «للإستوزار أو المكابسة في سلطة الكراسي»، ومن هنا تتضح الرؤية بأن مطالب النساء تنحصر في إعطائها الدور السياسي الذي يناسب وزنها وأن تكون شريكة في عملية الإصلاح والحوار الوطني بعيداً عن الإقصاء. وأخذ ما جاء في حديث أحد قيادات الحزب الحاكم بأنها «ثورة للنساء» من داخل «المؤتمر الوطني» كما ظن البعض بأن الرمال بدأت تتحرك داخل الحزب الحاكم وأن أكبر سند قوي للوطني في عضوية الحزب قطاع المرأة خاصة في عمليات التعبئة والإسناد الاجتماعي والتعبوي، فللمرأة دور كبير داخل التنظيم وخاصة في الانتخابات، وقد حاول البعض دق إسفين بين قطاعات المرأة السودانية التي تعتبر من الطراز الفريد في الثبات على المباديء وصون الكرامة التي هي أغلى شيء للإنسان، ورغم محاولات البعض إدخال القناعات الغربية في الحياة السودانية وسحب المرأة من جذورها للتأثير والسيطرة عليها وسحبها من دينها ودنياها عبر شعارات التغيير والحرية، إلا أنها فشلت في تغيير مسار المرأة وعقليتها، فالإسلام منحها كرامتها وإنسانيتها، فلم تعد المرأة سوقاً أو أداة لثورة يتخيلها البعض في أذهانهم كالتي تلهث وراء عدل الغرب ونظرياته حيال وضع المرأة واستغلالها في قضايا المساواة، فالبعد عن الإسلام هو السبب الرئيسي في اتباع الغرب وتبني نظرياته غير السوية التي تورث الانحطاط والانحلال لكافة المجتمعات، وأكبر دليل على ذلك تصنيف تقرير عالمي بأن المرأة السودانية أحرزت أكبر نسبة مشاركة في الحياة السياسية على مستوى العالم العربي، لذلك يمكن أن نضع غضب المرأة بالوطنيى في خانة إخراج الهواء الساخن وتحقيق مطالب لقطاع المرأة في الحياة السياسية السودانية حسب أوزانها، وأنه لا يتعدى أن يكون شرارة ثورة قادمة من داخل الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني». ولم تذهب أم الحسن قاسم عضو اتحاد المرأة والقيادية بالحركة الإسلامية بعيداً عما ذكر سابقاً وقالت إن المرأة تسعى من أجل نيل حقوقها ولا تريد أن تأخذ ذلك بالقوة من الرجل، بل تتمنى أن يأتي ذلك عبر الرضا من الطرف الآخر وبالقناعة بأنه من خلال كسبها تستحق أن يكون لها دور في إصلاح شأن الوطن، مشيرة إلى أن المرأة السودانية لها قصب السبق في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية منذ الاستقلال، واتهمت أم الحسن الرجل بمحاولة تحجيم دورها داخل المنزل فقط، وقالت «نحن أكبر هامة من ذلك». ولم تستبعد أم الحسن تشكيل تكتل من كل الأحزاب للمرأة السودانية للضغط على رئاسة الجمهورية من أجل إشراك المرأة في الحوار الوطني وقضايا البلاد وعدم حصرها في الأدوار الحزبية والمجتمعية فقط، مؤكدة أنها تثق تماماً في أن الرئيس عمر البشير سيحقق تلك المطالب للمرأة. ويظل السؤال «هل تحظى المرأة بمطالبها أم تستمر غضبتها المضرية»؟ }}