شيعت البلاد أمس الأستاذ محمد داؤود الخليفة حفيد الخليفة عبدالله التعايشي الى مثواه الأخير بعد حياة حافلة بالعطاء الثر للوطن والعباد. في موكب مهيب تقدمه نائب رئىس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ود. الفاتح عز الدين رئيس البرلمان وعدد من الوزراء السابقين والحاليين والإمام أحمد المهدي . وورى جثمان الفقيد الثرى بمقابر أحمد شرفى فى أم درمان.بعد أن صلت على جثمانه جموع غفيرة بمسجد الخليفة عبدالله. وتوفى الفقيد عن عمر يناهز التسعين عاماً وهو عميد أسرة الخليفة عبدالله التعايشى فجر أمس حيث نقل منذ أيام الى مستشفى رويال كير. إثر مضاعفات فى القلب. الرئاسة تنعى ونعت رئاسة الجمهورية الفقيد باعتباره رمزاً من رموز الحياة السياسية والاجتماعية.وقالت الرئاسة في بيان لها إن الراحل كانت له إسهاماته المقدرة في مسيرة الوطن وكان من أوائل المشاركين في مؤتمرات الحوار الوطني . رئيس البرلمان يقدم التعازي وقدم د.الفاتح عز الدين رئيس المجلس الوطني التعازي لأسرة فقيد البلاد المغفور له بإذن الله محمد داؤود الخليفة وذلك بمنزل الأسرة بالعمارات بالخرطوم وقال د.الفاتح عز الدين إن البلاد فقدت ابناً عزيزاً من أبناء هذا الوطن ظل يعطي بنكران ذات ويقدم بلا منٍ أو أذى واصفاًًًًًًًًً الفقيد بأنه كان منافحا ومكافحا عن قضايا الوطن الكبير طوال عقود من الزمان وله مشاركات وحضور وطني في المحافل المختلفة وانه رجل وسطي ظل يحمل هم الوطن ولم يتقدم بقضايا شخصية ودائما ما يتناول القضايا القومية . الفاضل احمد المهدي والقى الأستاذ الفاضل احمد المهدي كلمة عدد فيها مآثر الفقد قال فيها :- استاذنك سيدي الامام استاذنكم ايها المكلومين علي فراق هذا الرجل العظيم ان اقول بعض الكلمات في حقه قبل ان نحمله الي مثواه االاخير .وابن ادم وان طالت سلامته يوما علي آلة حدباء محمول. لقد عاش بيننا السيد محمد داؤود الخليفه حياة حافله بجلايل الاعمال وانا لنشهد له بالوطنيه الحقة الصادقه والعطاء النبيل لاهله وخاصته وسائر الناس . همته العالية وتفانيه الظاهر يذكرنا بقول الشاعر اذا كانت النفوس عظاماً ... تعبت في مرادها الاجسام .. لقد مات هذا الرجل العظيم والموت سنة الاولين والاخرين وهو واقف كما يموت الشجر تجده حتي اخر ايامه اول الحضور في ملمات الناس سرائها وضرائها ؛ وكان قد افني حياته لاجل مبادي واهداف ساميات ولعل اهمها مجاهداته لاجل صون هذا المكان الطاهر من التعدي.. هذا المكان ليس حوش وليس ميدان وانما هو مسجد من بيوت الله له حرمته ومكانته . وان كان ثمة مسجد رسمي فانه المسجد الوطني الرسمي الاول لهذا البلد العظيم . ونحن نتعهد امام هذا الجسد الطاهر في هذا المكان الطاهر ان نواصل المسيرة ونزود عن الحياض ونعمل لاجل الاهداف والقيم التي عاش فقيدنا مدافعا عنها وعليها امين. اللهم ارحم فقيدنا وتقبله قبولا حسنا بقدر ما قدم لهذا الوطن ولاهله وصحببه وسائر معارفه. اللهم اجعل المه ومرضه وحزن اهله عليه كفارة له من كل الذنوب. اللهم نور له في قبره واجعله في عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن الائك رفيقا.. آخرلحظة تحتسب رئيس مجلس الإدارة المهندس الحاج عطا المنان ورئيس التحرير الأستاذ مصطفى أبوالعزائم وأسرة آخرلحظة يحتسبون عند الله تعالى الفقيد محمد داؤود الخليفة سائلين الله عز وجل أن يتقبله قبولا حسنا وان يسكنه فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه وإخوانه وزملاءه الصبر الجميل والسلوان. وتخرج الراحل من جامعة الخرطوم (كلية الزراعة) وعمل مفتشاً زراعياً بوزارة الزراعة، ثم أصبح مديراً لمعهد شمبات الزراعي، ثم مديراً لوحدة الإرشاد الزراعي. وفي عام 1959 اختير نائباً لمدير عام البنك حماد توفيق عند تأسيس البنك الزراعي في 1959، وأصبح مديراً عاماً للبنك الزراعي فيما بعد، ثم عمل مديراً للإدارة الزراعية بشركة السجاير والتبغ السودانية. وفي عام 1968، عيّن وزيراً للحكومات المحلية في حكومة محمد أحمد محجوب، ووزير دفاع بالإنابة عندما مرض المحجوب. يذكر أن الراحل تمكن في انتخابات عام 1968، من اكتساح الدائرة (62) كوستي وفاز فوزاً ساحقاً على منافسه السيد الصادق المهدي، حيث نال (14) أربعة عشر ألف صوت وأكثر، بينما نال السيد الصادق المهدي خمسة آلاف صوت. وكان الراحل عضواً عاملاً في عدة لجان ومنظمات قومية. كما كان عضواً بالمجلس الوطني الانتقالي.