زرت صاحبي برفقة أصدقاء مشتركين في عطلة نهاية الإسبوع، وجدنا الرجل يعمل في حديقته المنزلية وحوله عدد من اطفاله ، وقبل أن يجلس القوم في مكان مخصص للضيوف في المساحة الخضراء ، سمعنا عبارات ترحيب وضجة صادرة من بين الأشجار ، المهم إكتشفنا في النهاية أن مصدر الضجة وعبارات الترحاب المبتورة صادرة من ببغاء أفريقي رمادي اللون مدرب على إستقبال الضيوف والترحيب بهم، فضلا حكاية مجلس صاحبنا والببغاء المشاغب ليست موضوعنا اليوم ولكن الحكاية تتعلق يا جماعة الخير بببغاء صيني خضع لجلسات علاج نفسي، قال إيه قال لأن هذا الطير تعرض للإهمال من قبل المسؤولين في حديقة حيوان في منطقة ووكشي بالصين، وجاء في الخبر الأكيد أن صاحبنا « البغبغان « بدأ ينتف ريشه لشعوره بالإهمال والغبن، ما جعل إدارة الحديقة تعرضه على إخصائي نفساني لعلاج الطيور والحيوانات، الله الله كلام حلو ومبروك عليك يا بغبغان، طيب يا جماعة الخير قصة الببغاء المحظوظ الذي جرى إخضاعه للعلاج النفساني وجبر خاطره الكسير ، من المفترض تدريسها ضمن مناهج التعليم العام في السودان والدول النامية أقصد النايمه فإذا كان الببغاء الصيني جرى تطيب خاطره فإن السؤال الشائك والذي ينطلق من معاقله ياناس يا هوووووووووه .. « مين « يهتم بالمواطن الغلبان الذي يعيش في أقصى درجات الإهمال، هذا السؤال طبعا سوف يعيش إلى ما شاء الله دون أن يجد إجابة تشفي الغليل، أقول قولي هذا لأن الوطن يا جماعة الخير في حد ذاته مهمل، مهمل من قبل القوى الكبرى، ومهمل من قبل الممسكسن بزمام الأمور من الساسة والمناهضين والباحثين عن الكرسي الدوار، فضلا لا تبحقلوا في هكذا سطور ، لأن كل الدلائل تشير إلى أن البلد مهمل،والله وحده أعلم متى وكيف سوف تنتهي فصول الإهمال، هناك سؤال آخر هل يمكن أن تتكرم الحكومة بجلالة قدرها اليوم أو غدا بتطيب خاطر ملايين المهملمين ونظرائهم من الذين تعرضوا للغبن وعرضهم على أطباء نفسانيين، طبعا هذا الكلام من سابع المستحيلات لأن الحكومة مشغولة لشوشتها مع تصريحات الدكتور حسن عبد الله الترابي ومناورات الصادق المهدي وتصريحات صقور الإنقاذ وعنترياتهم والذي منه ومن عندياتي أقول مبروك عليك يا بغبغان، للأسف لدينا مئات بل آلاف البغبغانات في كافة مناحي الحياة يا قلبي لا تحزن .