عمار محجوب : الزراعة في السودان لن تتطور ولن تقف على رجليها من جديد دون الدخول في شراكات استثمارية حقيقية، هكذا قالها وزير الزراعة السابق دكتور عبد الحليم المتعافي وهو يقف على باكورة إنتاج الشراكة السودانية الإماراتية في المجال الزراعي والمتمثلة في مشروع أمطار الزراعي بمحلية الدبة بالولاية الشمالية والذي تبلغ مساحته 130 ألف فدان، تم استصلاح 10 آلاف منها وزراعتها بمحصول البرسيم وقد أدخل المشروع الدهشة في نفوس وفد أبو ظبي للرقابة الغذائية الذي زاره بالأمس، وأجمع الوفد الزائر بعد رحلة طواف داخل المشروع استمرت أكثر من 3 ساعات بواسطة عربات رباعية الدفع، أجمعوا على أن أي قطعة أرض في السودان صالحة للزراعة. الحلم تحول لواقع وزير الاستثمار دكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذي بدا منتشياً وسعيداً بهذا الإنجاز وتحدث عن متانة العلاقات السودانية الإماراتية التي وصفها بالمتجذرة وقال إن علاقة السودان والإمارات منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تطور مستمر، وزاد ليس غريباً أن يمتد الود بين شعبي البلدين الشقيقين، ووصف إسماعيل مشروع أمطار بالعملاق، وأوضح أنه يدفع في اتجاه توجه الدولة نحو المستثمرين الإماراتيين، وزاد أن هناك إرادة سياسية قوية لفتح المجال واسعاً للمستثمرين القادمين من الإمارات، وقال ما نقدمه للإمارات من تسهيلات لا يساوي جزءاً من دعم الإمارات لمشروعات البنى التحتية بالسودان، وأضاف أنه آن الأوان لقطف ثمار هذا الدعم، وأشار الوزير إلى ما تم من إنجاز في مشروع أمطار الذي قال إن العمل فيه قطع أشواطاً طويلة وتحول المشروع من حلم إلى واقع. 18 مليون فدان صالحة للزراعة كشف وزير الزراعة والري المهندس إبراهيم محمود حامد أن هناك 18 مليون فدان بالبلاد صالحة للزراعة وأن الشمالية بها 10 آلاف فدان تصلح للاستثمار عن طريق الشراكات، وقال إن مشروع أمطار يمثل نموذجاً للشراكة الناجحة بين السودان والإمارات، معرباً عن أمله أن تتوسع الاستثمارات الإماراتية في المجال الزراعي. الخضر 10 أيام بالإمارات والي الولاية الشمالية دكتور إبراهيم الخضر الذي عاد لولايته قادماً من دولة الإمارات بعد غياب دام 10 أيام برفقة وفد جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية أكد أن مشروع أمطار الزراعي يمثل نقلة نوعية في المجال الزراعي بالولاية، وقال إنه تم استصلاح 15 ألف فدان بالمشروع من مساحته البالغة 130 ألف فدان، وأضاف أنه سيتم مستقبلاً بالمشروع زراعة البطاطس والسمسم والقمح بجانب إدخال مزرعة تجريبية للأبقار ضمن دورة المشروع الزراعية. مصنع أنابيب داخل المشروع محمد العتيبي رئيس مجلس إدارة مشروع أمطار الزراعي والذي اكتسب سمعة طيبة وسط أهالي المنطقة لما يتمتع به من فن حسن التعامل وفن الإدارة بجانب قفشاته ومشاكساته مع المسؤولين والمواطنين بالولاية بين الفينة والأخرى، حيث لم تخلُ كلمة الترحيب بالوفد من إحدى قفشاته عندما قال وهو يخاطب الوفد أرحب بكم باللهجة السودانية «الجعلية» الخالصة «حبابكم عشرة»، دخل بعدها الحضور في موجة من الضحك. العتيبي الذي قدم شرحاً وافياً للوفد عن مراحل المشروع أكد أن هناك أنشطة متعددة بالمشروع سترى النور قريباً، منها إدخال زراعة بعض المحاصيل الأخرى بجانب البرسيم الذي تمت زراعته في مساحة 10 آلاف فدان وأصبح جاهزاً للتصدير، كاشفاً عن اتجاه لإدخال مسلخ كبير ومزرعة تجريبية للأبقار، وزاد أن مصنع الأنابيب الملحق بالمشروع سيطرح منتجاته للأسواق المحلية السودانية للاستفادة منها في أغراض توصيل المياه، مبيناً أن المشروع شراكة بين حكومة السودان وشركة أمطار بواقع 60% للشركة و40% للسودان، وقال إن عدد العاملين به 700 عامل، 30% منهم سودانيون. 95 مليون دولار تكلفة المشروع حتى الآن أكد خليل الشمري المدير العام للمشروع أن تكلفة المشروع حتى الآن بلغت 95 مليون دولار، مشيراً إلى استصلاح 8 آلاف فدان من مساحته البالغة 130 ألف فدان، وأوضح الشمري أن المشروع استخدمت فيه أحدث التقانات التي تستخدم في المجال الزراعي، وقال إننا قمنا بجولة شملت عدداً من الدول للوقوف على تجاربها في مجال الزراعة والاستفادة منها في تصميم هذا المشروع، ويعد مشروع أمطار من أضخم المشاريع الزراعية بالولاية الشمالية وسيكون له الأثر الكبير في تغيير واقع الزراعة في السودان ككل والولاية على وجه الخصوص، يذكر أن التوقيع على قيام المشروع تم في العام 2010 بين حكومة السودان وشركة أمطار.