الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.. وبعد: فبدعوة كريمة من العلامة الأستاذ الشيخ فتح الرحمن (أبو الحسن) بالمناقل الأمين العام لجمعية الإمام الأشعري العلمية، والشيخ العالم الفقيه البدوي التجاني (أم هجيليجة، الأمانة العامة للجمعية) للمشاركة في أسبوع جمعية الإمام الأشعري العلمية، والتي يرأسها الشيخ السماني سعد الدين، وأمينها العام الشيخ فتح الرحمن.. فذهبت إليهم يوم الأحد السابق وأقمت محاضرة بمجمع الشيخ أحمد ودالبحر، حضرها الآلاف في الميدان وفيهم الشيخ حمد نجيب ود رامي من جبرة (وهو قرأ عليّ شيئاً من الفقه والتوحيد وأخرى وأجزته بالمحاضرة والتدريس فيما قرأ ).. والشيخ بكري عثمان وهو يدرّس بمدينة سنجة بلغة السالك على أقرب المسالك في الفقه، والرحبية في الميراث، والجوهرة في التوحيد، وكتب أخرى، وقد أجزته بالتدريس قبل عامين.. والشيخ (أبورصاص). وكانت محاضرتي من جزءين، الأول عن نجاة أبوي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والثاني عن الختان.. والآلاف أثناء المحاضرة يرددون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأصواتهم وهديرهم ملأ سماء المدينة لتفاعلهم مع المحاضرة، وكان بصحبتي بكري حماد (تاجر بأم درمان، وهو من أبناء سنجة، )واستمرت المحاضرة لأكثر من ساعتين، جمعية الإمام الأشعري قامت منذ سنوات، ويشارك فيها الشيخ بابكر المحاسبي و د/ محمد حسب الله، والشيخ أحمد محمد داوود، والشيخ عوض الكريم العقلي، وعدد آخر من العلماء الأجلاء، ويقيمون أسابيع علمية في كل جامعات السودان بالولايات المختلفة، وأسابيع علمية في المدن، ولهم دورات ودروس علمية تخرج فيها عدد كبير جداً من الدعاة والفقهاء، ولهم مطبوعات ومؤلفات علمية قيّمة آخرها إصدارة الشيخ فتح الرحمن، والشيخ صلاح الخنجر، والشيخ حمد نجيب، في الرد على الشيعة الروافض، أقاموا عدداً من المحاضرات في أغلب مدن السودان وأفحموا المجسمة والمشبهة حملة لواء التكفير والتفجير، ولهم وجود في المنابر الإعلامية، ولكن لقلة الميزانية المالية، وشح الموارد، ومطالبة القنوات برعاية الحلقات لمنصرفات أجرة القمر الصناعي.. الخ ، وجودهم ليس كغيرهم، ولكن مع قلته فهو مؤثر وعلم غزير وتأصيل وتحقيق جمعية الإمام الأشعري ورغم أنني الأمين العام لرابطة علماء التصوف بالسودان، فإنا أحد أعضائهم وشاركتهم ولا زلت أشاركهم، والجمعية لها الفضل في جمع المسائل الشاذة في مناهج التعليم على مستوى الأساس والثانوي وبعض مذكرات الجامعات، وقد جمع ذلك العلامة الشيخ فتح الرحمن أبو الحسن.. وأنا شخصياً في مشاركتي الأخيرة لمؤتمر التعليم بقاعة المعلم قدمت بعض هذه المسائل بوجود سبعة عشر وزير تربية وتعليم ولائي، واندهشوا لهذه الخروقات التي كانت موجودة في المناهج والتي تجيش هذا الجيل الصاعد للتكفير والتفجير، واعتمدوا في توصياتهم مراجعة المناهج.. وأكبر فضل للجمعية أنها عقدت أول اجتماع بالمناقل لجمع مشايخ السجادات وعلماء التصوف في جسم تحت مسمى (المجلس الأعلى للتصوف) وبالفعل تم اجتماع آخر بجار النبي في جبل الأولياء، ثم مسجد الشيخ قريب الله، والذي انعقدت فيه لجنة وكنتُ عضواً فيها إلى أن انقسموا لمجلس أعلى للتصوف ومجمع صوفي لأسباب وتقاطعات سياسية وشخصية وأسرية وأخرى. ففضل جمعية الإمام الأشعري كبير في السودان، فالتحية للأخوين العالمين: العلامة الشيخ فتح الرحمن أبو الحسن الأمين العام، والشيخ السماني سعد الدين رئيس الجمعية وبقية أعضاء الجمعية العلماء الأفاضل. خادم العلم الشريف بالسودان