حالة من الذهول تَحْتَوِشْ من يقرأون النشرة «الداخلية» لولاية الخرطوم. فهذه المدينة، أو العاصمة، تعيش اليوم حالة من حالات « الخَنْدَقة » المعروفة في السوق..! لكن في خاتمة المطاف، لابُدَّ منْ شيء..! فقد جاء في الخبر، أن «العبد الصالح»، أطلق شيئاً من علمه اللُّدُني، بعد مفاجآته لسيدنا موسى عليه السلام بتفاصيل أفعالٍ لم يستطع معها صبرًا، «حتى إذا أكمل دورة التجريب معه، كان فراق بينهما»...! ولكي نكون دقيقين بما يكفي في هذه المرحلة، علينا التزام «عِلم أهل الظاهر» ، حتى لا تُرهقنا حكايات الاختلاس الإنقاذية فنضيع «تِحتْ الكِرْعينْ»..! فالأمر كما يقولون ليس سوى جنوح لبعض موظفين في الولاية، اختلسوا فقط تسعمائة مليار جنيه سوداني..أي «مليار دولار بس»..! بالنظر إلى أن الدولار الأمريكي، تخطى هذه الأيام حاجز التسعة جنيهات.. قد تُثير هذه الأرقام المتقابلة ضحك الكثيرين علينا، بأكثر مما تثير شفقتنا نحن، على مستقبل الدولة السودانية..! فهؤلاء النشامى اختلسوا حاجة كده في حجم الوديعة القطرية المليارية، التي تم ضخها في البنك المركزي هذا الشهر من أجل استعدال مزاج سعر الصرف للجنيه السوداني..! والعتبى للإخوة المودعين، الذين ما علموا أن مؤسسات دولتنا الإسلامية شغالة بدون «بلوفه»، أي شغالة بنظام «كَبْوهَا بَي جَايْ.. مَرَقتْ بَي جَايْ »..! ومع ذلك، فإن الحكمة تقتضي ألا نُصَدِّق كل ما يُقال عن اختلاساتِ قوم «لا يستحون، ولا يشبعون»..! فلنراقب الحدث إذن، كما لو أنه مباراة للأرسينال مع مريخ الحصاحيصا..! إذ ليس هناك ما يمنع أن تكون إحدى قبائل التنظيم، تريد رمي هذا الرجل المُلتحي ببعض «إبتلاءات» أو هي راغبة من خلاله، في تصفية حسابات مع ال (BIG BOSS) الذي غادر قبل قليل من ذلك القصر ..! ففى مثل هذه الظروف «المُدلهمة» يحسُنْ بنا أن نشيل الشيلة مع سادتنا الختمية ونقول: «واشْغِلْ أعدائي بأنْفُسِهِمْ»..! و لا طاقة لنا اليوم بسليمانَ وجنوده.. ولا ناقة لنا في حرب القبائل الإنقاذية.. فإن كان سرق، فقد سرق أُخوةٌ له من قبلُ، فلم تقم قائمة المدينة هكذا..! وفي الماضي القريب حدَّثَ بعضهم، أن كبيرهم في دارفور أنشأ «سوقاً للمواسير» ، لكنه حين جاء الخرطوم لم يستوقفه حاجب السُلطان، بل أن سيادته هدَّد الصحفيين برميهم في قفص الاتهام ..!وبعد حين قال في إحدى حواراته الصحفية، إنه، ذات مرة، استخرج ثعباناً في جيبه..! رجاءاً، ارحمونا من حكاياتكم، فكلها 900 مليار جنيه ..!يعني بالجنيه السوداني حاجة كده زي ترليون جنيه..! ، ويعني أيه..!؟ و فوق كم مِحْرِرِينْ علينا صيف الخرطوم..!؟ كم يساوي هذا المبلغ من جملة ما ضاع من سنداتنا التي بيعت دون عطاءات، لدولة «القرضاوي» الشقيقة..!؟ توقفوا أيها الناس عن «استمراء الاستشراء» فهذا موضوع «ما بِيَجيبْ مريسةْ تاَمْ زَينْ»، لأنه موضوع إنقاذي بالدرجة الأولى..! فإذا كان بعض موظفين من مكتب العبد المؤمن قد اختلسوا ما يعادل حجم الوديعة القطرية، فكم ترى ابتلع العبد المؤمن صاحب اللحية الوجيهة، المُزدان بالحصانة وبالعناية..!؟ وفي الختام، نسأل التأصيليين، أهل الشأن:«إذا ثبتت الجريمة لا سمح الله هل هناك عقوبة ، أو «حدٍ منْ حدودِ الله»..!؟