الكلمة الحلوة: يحتاج كل إنسان إلى الكلمة الحلوة، وتحتاج المرأة أكثر من أي كائن آخر إلى الكلمة الحلوة التي تروي عطش المرأة نحو دفء المحبة، وقد تستغنى المرأة عن كل شىء ولكنها لا تستغنى عن الكلمة الحلوة، وقد يوفر لها الرجل كل ما تحتاج إليه من وسائل الترف، ولكن هذا لا يُغنيها عن الكلمة الحلوة.. والكلمة الحلوة تجعل المرأة تذوب حباً، وعندما يهمس المحب بالكلمات تنتشي هي فرحاً وتسعد في طرب وتنسى الدنيا، كل الدنيا وتحيا تحت ظلال الكلمات في حماية قوية وسلام آمن مطمئن. والمشكلة إن المرأة تحيا حرارة الكلمات الطيبات في حقب معينة في عمرها، هي ترغب أن يكون كل العمر مشحوناً بطلمبات المحبة، تريد أن تسمع شعراً، مثل شعر نزار يجعلها دوماً في نشوة الإنتصار، يقول لها: أحبك جداً وأعرف إني أقامر برأسي، وإن حصاني خاسر، وإن الطريق لبيت أبيك.. محاصر بألوف العساكر، وأبقى أحبك رغم يقينى بأن التلفظ بإسمك كفراً، وإني أحارب فوق الدفاتر، ويخاطب نزار المرأة الحبيبة ويطلب منها أن تتحدث! تحدثي! تكلمي، تكلمي أيتها الجميلة الخرساء، فالحب مثل الزهرة البيضاء تكون أحلى عندما توضع في إناء. تحدثي عما تحبين من الأشعار عن عودة الغيم ورائحة الأمطار.. تحدثي إليّ عن بيروت وحبنا المنقوش فوق الرمل والمحار، فإن أخبارك ياحبيبتي سيدة الأخبار، تكلمي عن أبسط الأشياء وأصغر الأشياء، ولم يخل الكتاب المقدس من عبارات الحب التي توجه إلى المرأة، والتي تمثل هنا النفس الإنسانية التي في حالة عشق روحي مع الله.. فالأمة التي اختارها الله، تدعي عروس الله. فيقول أشعياء: لأن بعلك هو صانعك، ويشكو أرميا من خيانة أسرة الله لله.. كما تخون الزوجة الزانية زوجها، ويقول الله على فم هوشع: إنه سوف يخطبهم لنفسه إلى الأبد، ويقول بولس الرسول: إنه خطب المؤمنين للمسيح، فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح، ولكنني أخاف إنه كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح.. وفي نشيد الأنشاد أحلى الكلمات للحبيبة: ها أنت جميلة ياحبيبتي ! عيناك حمامتان، لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون، ما أجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد، كالسوسنة بين الشوك، كذلك حبيبتي بين البنات.، يا حمامتي في محاجىء الصخر في ستر المعاقل، أريني وجهك، أسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل. في حق المرأة : وهناك من كتب الشعر في حق المرأة، وغازلها وأحبها، وشعر إن أنفاسه لا تتحرك سوى برضائها، وإن الحياة الجميلة تنبع من بين ثناياها، وأذكر هنا كتاب.. أجمل ما قيل في المرأة نثراً، والذي كتبه إبراهيم الدسوقي. وكتاب (أوراق الورد) وفي مقدمة أجمل ما قيل عن المرأة، يرى المؤلف إن اللغة العربية هي أوسع لغات الدنيا، فيما خصت به المرأة، وما أوقعته على صفاتها، وما أفاضته على العاطفة إليها، وما حفلت من ألفاظ معانيها، وهذا يعني إن اللغة العربية لغة غنية بمفردات ثرية، قدمتها للمرأة.. ولكن في إعتقادى إن اللغة العربية فعلا أبدعت في تكريم المرأة، ولكن ماذا فعل المتكلمين باللغة العربية؟ وقد بدأت بعض قبائلهم في العصور السحيقة في القدم بوأد المرأة عندما تولد، وبعزل المرأة التي تعيش فقط لتؤدي ما يُطلب منها، وأعتقد أن المتكلمين باللغة العربية عليهم أن يستفيدوا باللغة العربية وكلماتها الرنانة البليغة في رفع معنويات المرأة وتقديم أحلى الكلمات إليها، وليس مجرد كلمات، وإنما مشاعر رقيقة تستحقها المرأة، لأن المرأة عندما يبرد في قلبها دفء المحبة فلا شيء يدفئها، وآخر ما بقي للبشر هو المحبة . فالمرأة زينة الحضور، وباب من أبواب السرور، ولذكرها في المغيب والبعد من الرقيب، أشهى إلينا من كل ولد ونسيب، وقد قيل إن أجمل ما خلقه الله على وجه الأرض، وجه المرأة، وأنا مع هذا الكلام الجميل، فالله الجميل هو الذى خلق المرأة، وهو الذي أودع فيها الجمال، لأنه يحب كل شيء جميل، والمرأة أجمل ما صنعه الله.