بعد البلاغ الذي دونه جهاز الأمن في مواجهة السيد الصادق وبعد الحكم في قضية السيدة المرتدة الناكرة لأبويها وذويها فقد مد اليسار لسانه للمقبلين على الحوار الوطني ولسان حاله بل لسان مقاله يقول ألم أقل لكم إن الحوار تطويل لأمد الانقاذ! فقبل المهدي وقبل الحكم على السيدة المرتدة كنت قد سطرت الحلقة الأولى من هذا الموضوع وطرحت فيها بدائل الطرفين الحكومة والمعارضة للحوار الوطني وطرحت تقرير التنمية البشرية بديلاً مقترحاً مني لبنود الحوار الوطني لم تكن نبوءة ولكنها القراءة السياسية للحالة السودانية. إذن ما هو تقرير التنمية البشرية؟ يقول د. الحاج حمد محمد خير من المجموعة الاستشارية للتنمية الاجتماعية والبشرية (يمثل تقرير التنمية البشرية احد الآليات الدولية والاقليمية والوطنية التي تساعد متخذي القرار في مختلف المجالات في رصد أداء التنمية الاقتصادية على مجمل الحياة الانسانية، ولأن التقرير ليس فقط جمع بيانات محققة بل هو بناء مؤسسي يستهدف رصد مدى وحجم الموارد المادية التي يحتاجها تحقيق نتائج قياسية ويستمر فيقول:(إن الجهد العلمي المنهجي والمعلوماتي الذي تمثل وتجسدفي تقرير التنمية البشرية يحتاج لإشراك أوسع قطاعات الشعب العام، وكافة قطاعات الانتاج ومواقع التشريع والقرار التنفيذي على كافة الأصعدة المحلية والولائية والاتحادية، ويلعب الاعلام بمختلف وسائطه دورًا مفصلياً في تداول رسائل التقرير). أليس هذا هو بالضبط ما يحتاجه السودان؟ أوليس من العقل أن نحول الحوار الوطني من حوار سياسي الى حوار اجتماعي انساني واسع تقوده أجهزة الاعلام، وعلى رأسها الصحافة؟ أوليس من الحكمة أن نتعظ من مشاكوس ونيفاشا وأبوجا والدوحة و...؟ رغم أن الحوار الوطني في قلب الخرطوم إلا أن ديناصورات السياسة الذين أهنيء الجيل القادم أنهم لن يجدوهم على المسرح السياسي، هؤلاء الديناصورات سيقتلون أية بارقة أمل في أفق المواطن المغلوب على أمره.. لا لشيء إلا لأنهم لا يمثلون هذا الشعب فكلهم في وادٍ- بل في أودية- والشعب في وادٍ آخر. وإلا لماذا لم يُثِر السيد الصادق موضوع قوات التدخل السريع إلا في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا لم تستدع الحكومة السيد الصادق في إطار الحوار الوطني وتتحاور معه قبل فتح البلاغ؟ ولماذا لا يجعل الجميع أمن الوطن الذي تستهدفه الحرب اللعينة في موارده البشرية والطبيعية والانتاجية. لقد ركز تقرير التنمية البشرية أيما تركيز على موضوع السلام وجعل التنمية البشرية محورًا لثقافة الحوار وثقافة السلام ونسيج الأمن الانساني وحقوق الانسان والديمقراطية والانصاف والتمكين والاستدامة والمؤسسات المستقرة . المانشيت الرئيسي لجريدة (الجريدة) عدد الأمس يقول: (المعارضة: امبيكي أيد رؤيتنا أن يكون الحوار لتفكيك النظام)!!! إذن رؤية المعارضة هي تفكيك النظام وامبيكي لم ينجز (أديس) بعد وحشر رأسه في الخرطوم وكأن الحكومة قالت للمعارضة (تعالي حاوريني وفككيني).. أخيرًا من أراد أن يمتلك تقرير التنمية البشرية من الاعلاميين فليتصل على بريدي أعلاه.