يصادف اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة مايو المجيدة والتي كانت ثورة بحق وحقيقة على كل السودانيين في جميع المجالات في المجتمع السوداني والتي قام بقيادتها الرئيس جعفر محمد نميري المولود في مدينة أم درمان في السادس والعشرين من أبريل في العام 1930 والده الشيخ محمد نميري ووالدته زينب صالح ارباب والده من قبيلة الدناقلة والدته أيض عمل الشيخ محمد نميري جنديا في قوة دفاع السودان بعد أن قدم من قرية ود نميري جنوب شرق دنقلا وشارك في الحملة التي وجهت الى السلطان علي دينار في العام 1916 وبعد عمله في قوة دفاع السودان ترك العمل بعد زواجه مباشرة ليعمل في شركة سيارات ساعيا وانتقل الى ود مدني ليكون مقر عمله هناك لتستقر الأسرة فيها والمكونة من والدته واخوته مصطفى وعبد المجيد والذي توفي في ريعان شبابه وهو يبلغ من العمر 24 عاما وجعفر نميري هو المولود رقم 2 وقد اختارت له امه اسم جعفر تيمنا بجعفر بن ابي طالب حسب حلم والدته وحسب رواية نميري للكاتب فؤاد مطر يقول نميري تذكرت ما قالته الوالدة حول اسمي بعد ما أصبحت رئيسا للسودان حيث انني في الأشهر الثلاثة الأولى من بداية رئاستي للبلاد كنت أحلم بأنني اطير وأسمع الناس من حولي يقولون شوفوا الزول دا بطير وكان النميري بعد قدومه لود مدني من أم درمان يقود في بعض الأحيان حمير اهل الحي وينظفها في النيل وجعله هذا العمل محبوبا بين أهالي الحي وجعله متعاونا اجتماعيا. يذكر الرئيس رحمه الله بأن اخوه مصطفى توقف عن الدراسة من المرحلة الوسطى ليوفر مصاريف دراسة النميري ليكمل تعليمه وبالفعل عمل مصطفى براتب اربعة جنيهات راتبا شهريا واكمل نميري تعليمه وتمكن من الالتحاق بمدرسة حنتوب الثانوية والتي كان يدخلها الطلبة المتفوقون فقط وبعد ان اكمل نميري السنة الرابعة الثانوية اجتاز الامتحان النهائي ونسبة لظروف أهله المادية التي لا توفر له مصاريف الجامعة قرر نميري الالتحاق بالكلية الحربية وذكر لفؤاد مطر (شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلا أساعد به عائلتي وكان راتبه آنذاك أربعة جنيهات ونصف فقط للضابط حديث التخرج كان يرسل نصفه لأسرته مع المبلغ الذي يرسله اخيه مصطفى ويضيف قائلا التحقت انا ابن الأسرة الفقيرة بالكلية الحربية في العام 1949 وانتابني شعور مزدوج بالفرح لسببين الأول هو عندما قبضت الراتب الأول للطالب الحربي اثنين جنيه ونصف وخروجي من دائرة الاتكال والاعتماد على الآخرين فضلا عن انه اصبح في امكاني تقديم المساعدة لأسرتي الفقيرة بالاضافة الى حبي للعمل في الحياة العسكرية وكان نميري يفخر دائما بأنه ولد في أسرة فقيرة في أم درمان ورغم ذلك ينحدر النميري من اسرة عريقة من الأشراف وقد ولد جده الأكبر في مقر ود نميري الذي لا تزال بقايا اطلاله موجودة حتى الآن بدنقلا. يحكي تعلمجي في الكلية الحربية عن اداء نميري في التدريبات العسكرية يقول التعلمجي الملازم اول عبد الله شرف الدين عبد الرحمن من أميز جنود الجيش السوداني ومن ابرز ابطال قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية وحرب مصر والحبشة وليبيا واختير احسن معلم للبيادة خلفا من الصول مستر هيرمر الانجليزي وعاصرا لدفعات الأولى ولاثانية والثالثة يقول قال لي نميري وهو طالب حربي من ما تلقاه من عنف في التدريب (انت عايز تشردني ورد عليه الملازم انا ارى فيك ميزة لم ارها في اخوانك انت فيك مستقبل ال سودان المشرق وقد حظي سعادة الملازم باهتمام خاص من جعفر نميري بعد ان أصبح رئيسا للسودان وظهر ذلك في صيوان عزاء الملازم عبد الله حيث اقام النميري ثلاثة أيام العزاء التحق نميري بعد تخرجه في العام 1952 برتبة ملازم ثان بالقيادة الغربية بمدينة الفاشر وتنقل في عدة مواقع شمالا وجنوبا واتهم اكثرم ن مرة بتدبير انقلاب عسكري وتدرج حتى وصوله رتبة المشير واحيل للمعاش اعتبارا من 16 يونيو 1999. رحم الله الرئيس القائد جعفر محمد نميري رحمة واسعة بقدر ما قدم للسودان والسودانيين.