أكتوبر 1964م.. كتبت هذه القصيدة والحكم العسكري الأول (عبود) يتمايل للسقوط وكان ميلادها ليلة الندوة الشهيرة وبعد مقتل القرشي، وحيث كانت ضمن المناشير السرية لثورة 21 اكتوبر 1964م.. والشاعر يومئذ بالمعهد الفني - كلية الهندسة. يوم يومك يا قوافي فانسجي.. وتكلمي***هي ثورة الشعب الأبي على العدو الغاشم شعب تعلم أن يصون حياضه من مجرم***من أنجب المهدي في وهج الكفاح الحاسم من هد بنيان الطغاة وخط ملحمة الدّم***من هدهدته يد النبوة والكتاب الأعظم هيهات أن يرضى ببيع حياته بدارهم أفما سمعت زئيره عبر الرياح عبر الفيافي والبطاح إنا خرجنا للقصاص ولن يهددنا الرصاص زحف الشباب الثائرون وكنت أول من رمى ليل الخميس ولست كالليلات ليل تنعم كنت انعتاقاً ثائراً لقيود شعب حازم كتب البطولات الطويلة بالدموع وبالدم وشرارة قدحت زناد الذكريات العارم يا رب ليل - كان - في عمر الشعوب حتى إذا انفلق الصباح بوجهه المتجهم صوب العنابر يمموا من طالب ومعلم وتجسمت صور الشهيد على السحاب الهائم كست السماء غلالة حمراء في لون الدم ودنا هدير الزحف في وجه العدو الغاشم وتصاعدت في الجو أنفاس الشباب الناقم ونشيج أم في الصفوف يعيد ملحمة الدم ومشت ترانيم الشجاعة حول نعش النائم ومشى الجلال موشحاً ثوب الممات القاتم ومشى الجميع عليهم صور تثير تجهمي حتى استقروا للصلاة بكل وجه ساهم كل يردد في صلاة الموت ملحمة الدم إنا خرجنا للقصاص ولن يهددنا الرصاص وهنا قد التقت الصفوف بسيلها المتراكم بدأ الهتاف وكان ناراً في رماد المأمتم وهنا تمور الذكريات بموجها المتلاطم صور تمر حبيبة للنفس باسمة الفسم ذكرى انطلاقات الجحافل كالقضاء الحاسم وفحيح نيران الحريق على الطريق المضرم والانتقام وذكريات للهتاف القاصم ومطاردات (بالمسيل) الرصاص الداهم تحطيم (شاشاتي) وثأر في الضلوع مكتم ثأر لمهزلة المحاكم والقضاء المرغم صور تذكرني مشاهد من حديث مفعم وتعيد صورة (آل ياسر) في العذاب الصارم وبلال في أناته الحرى وابن الأرقم أفما سمعت زئيرهم عبر الرياح؟ عبر الفيافي والبطاح؟ إنا خرجنا للقصاص ولن يهددنا الرصاص ويقهقه القدر المرير من الزمان النائم يمضي لأهلك كي يقص الملحمات عليهم ذكرى (تماضر) أو (خديجة) في الدويم و(مريم) يرجين عودة جارهن وهل يعود إليهم ذكرى لبنت العم في أوج الجمال الناعم ترعى عنيزات لها خلف السراب العائم نشوى بتذكار الأحبة في الصباح الباسم لم تبق إلا أمسيات للقاء القادم فتحيك منديلاً حبيباً للحبيب المغرم وأبوك يدعو في صلاة الفجر دعوة مرتمي في صحبة يتلون أوراداً لشيخ عالم ويرددون مدائحاً بتشوق وترنم لكن أمك قد رأت حلماً بعين النائم واستيقظت مخلوعة بوساوس وعظائم تمضي وتحكي زوجها تفصيل حلم قاتم فيعود يزجرها أبوك بصوته المتحطم فتعود تدعو ربها في عبرة وتألم (قرشي) متى يكن اللقاء؟ ومتى تعود متى تؤوب؟ رباه سترك ربنا مما توسوسه القلوب هي ذكريات باقيات في مسارات الدم ذكرى طغام في نفايات الموائد ترتمي كتبت تسفه من شباب المؤمنين الحازم خبرهمو عما جرى وليصغ من لم يعلم وانقل اليهم ما سينسف بالضمير النائم فلعلهم قد يؤمنوا بشبابنا المتعلم ولعلهم قد يندمون ولات ساعة مندم خبر همو إنا طلائع للكفاح المسلم صرنا اساتيذ الحياة وصوتها المتكلم فهلا تتلمذت الشعوب المرغمات عليهم الراسفات مع القيود وتحت حكم آثم وأهمس بكل منافق مستنكر متأثم أفما سمعت الطالبات مدا يجلجل في ثبات إنا خرجنا للقصاص ولن يهددنا الرصاص