البائع خسران!! ومع ذلك يبدو مدير سودان لاين «فرحاً» ببيع آخر باخرتين من الاسطول البحري السوداني ك «خردة»..!! انا ولو كنت في مكان هذا «المدير» لقدمت استقالتي في هذا اليوم الحزين الذي يطوي فيه السودان «علمه الوطني» من ظهري النيل الابيض ودارفور.!! قبل اعوام طوينا علم «السودان» من ثلث مساحة السودان وذهب الناس الى منازلهم «عادي» ولم يحدث شيء سوى الحزن والأسى في الصدور!! الآن السودان يبيع «بواخره» التي كانت تجوب اعالي البحار رافعة «العلم» ورأس السودان ومشاركاً اصيلاً في التجارة الدولية «ورافعة» اساسية ضمن روافع اقتصاد السودان!! تحدث المدير للزميل الصحفي عبد القادر باكاش عن بيع الباخرتين ويقول إن البواخر تم بيعها لشركة هندية كبضائع اسكراب «خردة» ولكنه يقول ان الباخرة الاولى النيل الابيض اكتملت اجراءات بيعها وغادرت!! كيف تغادر الباخرة وهي «خردة» فعلاً ان القصة فيلم هندي، والفيلم الهندي يدور دائماً في اطار قصة رومانسية ولا يخلو من الحيل السينمائية وصور الخداع البصري وفي الفيلم الهندي دائما «بطل» و «خائن» وضرب تحت الحزام وفانتازيا من نوع «ساحر» وهذا ما حدث مع الفيلم الطويل والممتد بعمر الانقاذ لسودان لاين وسودان أير والنقل النهري والنقل الميكانيكي والتشريد والفصل للصالح العام والاحلال والابدال ولا احد يحاسب ولا احد يقول «بغم»!! والحسرة تملأ نفس صاحب هذا القلم الذي كتب لاكثر من عقد من الزمان وحذر من هذا الدمار والخراب وحال كل خطوط النقل البحري والجوي والنهري وكيف لا تملأ الحسرة النفس والمدير يتحفظ على الكشف عن القيمة اتي بيعت بها الباخرتان ويكتفي بالقول ان سعرها ممتاز مقارنة بسوق البضائع النظيرة . نعم السعر ممتاز فالرجل لم يضربه «حجر دقش» ولم يكن من اخلصوا له الاولئك الذين شادو كل هذه الصروح التي تتهاوى الآن في زمن «الخصخصة» والتخلص من مرافق القطاع العام أو قل بيع حق الناس «بتراب الواطة» ثم التبجج بأن السعر ممتاز!! يختزل الكثير من البحارة كثير من مثل هذه القصص التي يتم فيها التخلص من البواخر السودانية بمثل هذه المهازل وقد حكينا منها الكثير والمثير!! لسنا في زمن المطالبة والمناسبة فكل شيء قد انتهى ولكننا على ثقة بأم يوم الحساب سيأتي وسيطال كل من اخطأ في حق هذا الشعب رفرط في ممتلكاته وموارده!!