اللهم لا شماتة.. بل لا مجال للشماتة مطلقاً.. لأنه مهما كان الأمر.. ومهما ظللت الوطن سحابة قاتمة من الإرباك والارتباك.. يبقى الوطن هو وطننا جميعاً.. فنحن مواطنين أصلاء فيه رغم أن «الانقاذ» قد «عصرتنا» حتى «جبنا الزيت» بل أكاد أقسم بأن الانقاذ قد «ورتنا» النجوم في «عز الضهر».. لن نتحدث عن جحيم الأسواق.. ولهيب الأسعار.. وتدني بل وانعدام الخدمات.. وكيف عزّ العلاج لنا نحن الفقراء الضعفاء.. وكيف أن عاصمة الوطن التي يشقها أعذب وأطول.. وأعمق نهرين في الكوكب.. هي عطشى ومواسيرها تشخر صباح مساء.. وكل هذا هين و «لين» بالقياس إلى حالة الإرباك التي تعيشها الحكومة هذه الأيام.. صدقوني إن حالة الأحبة في الانقاذ تصعب على الكافر و «تحنن» حتى اليهودي.. وراجعوا حيرة وحسرة «كرتي» ثم اقلبوا الصفحة لتطعنكم في الصدر قصة «أبرار» حسب «سمايتكم» و «مريم» حسب تعميدها من «ديفيد كاميرون» والاتحاد الأوربي وحتى «الفاتيكان» ومنظمات المجتمع الغربي الصليبي الكافر.. وأخشى أن «يدخل خشمو» حتى «الناتو». «طيب» كيف المخرج.. رأفة بنا وواثق من فرج الله القريب.. أنا واثق إن الله سوف يجعل لنا مخرجاً.. وحتى لا يظن الأحبة في «المؤتمر الوطني» إنني قاب قوسين أو أدنى من أسوار «النادي الكاثوليكي» حتى لا يظن هؤلاء الأحباب ذلك.. أقول إني وهذه الأيام طفقت اسأل الله في ضراعة العدوية وخشوع أبن الفارض أن تسكن هذه العواصف الهائلة والتي لا تقل عن «صرصر» العاتية وأن تنقشع تلك السحابة المخيفة السوداء عن سماء وطن نخشى عليه وعلى صباياه من كل تتر أو كل جنكيزخان.. فقط لأننا في مركب واحد إذا نجت نجونا كلنا وإن غرقت غرقنا كلنا.. والتهمنا السمك وبالهنا والشفاء.. الآن فقط أتمنى أن يكون الإخوة في الانقاذ قد عرفوا لماذا كنت أكتب حتى كلّ وملّ قلمي عن تلك الفوضى الضاربة والضارية فوضى التصريحات الكل يصرح حتى لو لم يكن مخولاً.. الكل يفتي حتى إن لم يكن معنياً بشأن المجلس الوطني.. يصرح بل يفرد جلسة كاملة لمواطن رهن القضاء وعلماؤنا يفتون وينذرون ويتوعدون من على المنابر.. وهم لا يعرفون أو لا يعلمون أن كلماتهم ونصاً يحملها الأثير بل تحملها الأجهزة الرقمية وبالصوت والصورة خارج أسوار الوطن لتكون محسوبة على الحكومة بل على كل الوطن.. يصرحون ويفتون حيث يكون الصمت مطلباً.. ويصمتون حين يكون الإفتاء ملحاً.. بالمناسبة لماذا لم نسمع حرفاً واحداً في هذه القضية قضية «أبرار» أو «مريم» التي تتجه بسرعة الكونكورد إلى فضاء العالم لماذا لم يفتي مولانا وشيخنا الدكتور الترابي.. لعل المانع خير.. أم هل إن في الصمت كلاماً.. أم أن شيخنا وفي أجواء الحوار وطقس «ليالي العودة» لا يود أن يفسد حفل اللقاء ويطفيء المصابيح و«يلم» الكراسي و«يفرتق العرس». وسؤال إلى كل مشايخنا الذين افتوا في موضوع «أبرار» أو «مريم» أين كنتم ولماذا صمتم بل لماذا لم تتصدوا للدكتور الترابي عندما أعلن تحت ضوء النهار وعبر كل الفضاء فتواه تلك التي قال فيها «إن المرتد لا يقتل» بل زاد كيل بعير عندما أفتى بإمامة المرأة للرجال في الصلاة.. وتوغل حتى آخر بوصة عندما أجاز أو أفتى بزواج المسلمة من المسيحي وحتى اليهود.. لماذا لم تجتاحكم الغضبة المضرية انتصاراً لدين الله كما تعتقدون.. أم إن شيخنا خط أحمر ممنوع فيه الاقتراب والتصوير.. دعك عن المناظرة والاختلاف.