مخيفة الأحداث هذه الأيام مخيفة حتى أصبحت قراءة الصحف تحتاج «لربط حزام الأمان» أترى تطالب سلطات المرور هذه الأيام بربطه.. إجبارياً فالجريمة جريمة جد قتل.. ونهب.. واغتصاب.. و«بالميت كده» سرقة وتزوير واحتيال.. والعقوبات والحمد لله رادعة.. ففي معظمها الإعدام أو السجن مدى الحياة.. وصفحة الجريمة في كل الصحف.. أفلام رعب.. على أقلها زوجة تقتل زوجها.. وزوج يقتل زوجته وطفلها وشقيق يطعن شقيقته وأم ترمي طفلها تحت عجلات القطار وثلاث شبان يغتصبون طفلة.. وذئب بشري يغتصب ويقتل طفلاً عمره عام.. وعموماً لو كانت ببلادنا صناعة سينما ناجحة.. لتفوقنا على أفلام تكساس. عفواً فلنبعد عن صفحات الجريمة بالصحف ونرتاح على الصفحات الفنية.. وأظن أن الراحة هنا هي الراحة التي يزملها ويدثرها العذاب.. وهاكم بعض الأخبار.. الشاعر الكبير والفنان المشهور يتواجهان بمحكمة الملكية الفكرية.. ملاسنة ومخاشنة حادة بين فنان وعازف.. فنان كبير يقاضي المطرب الشاب بسبب ترديده لأغنياته.. فنانات الشريف يكشفن المستور والعصفورة تأتي بالمثير من داخل اتّحاد الفنانين.. والى هنا نأتي لنهاية الأخبار الفنية والأحداث وبما أننا لم نجد راحة.. فلنبحث عن الراحة في الصفحة السابعة والمشابهة في كل الصحف.. فهي في الغالب صفحة إعلانية.. وحتى لا أخذ منكم زمناً فهذه الصفحات محجوزة للمزادات والبيع وفقاً لقانون الأموال المرهونة.. والإعلان عادة ما يكون كبيراً وواضحاً دلالة منزل كبير للبيع بقلب الخرطوم وآخر بالصافية وثالث بالرياض ورابع بالمنشية ومدينة النيل ومزادات عن دلالات البيوت بالأحياء الشعبية حدّث ولا حرج.. وأزيدكم في القصيدة بيتًا فمصنع معروض للبيع بالجديد الثورة وآخر بالمنطقة الصناعية بحري.. وغيره بالخرطوم وبالمناسبة فنيالا ومدني.. وكوستي.. وبورتسودان.. والأبيض.. والمناقل هي الاخرى.. زاخرة بالعقارات المعلن عن بيعها وفق قانون بيع الاموال المرهونة للبنوك «والحتة دي» تحتاج لمراجعة في اصل العمليات من الراهن والمرهون ولا علينا فكل زول «عندو راسو ويعرف خلاصو». قد يسألني سائل لماذا انتقلت الى الصفحات الفنية والجريمة وحتى الإعلان.. وتجاهلت صفحات الاخبار والسياسة.. قلت تجاهلتها لأنها صفحات مكررة فالسيدان ظلا يلتقيان منذ استقلال السودان.. ولقاء الميرغني والمهدي.. لقاء دائم على طول.. وخلاف الشريكين الوطني والحركة.. جديده أنه بلا جديد وقديمه أنه خلاف «مكايدة» يدخل في حركات «توم اند جيري» ومعذرة فالفريق توم.. ما عارف عاوز «شنو» والفريق جيري.. يتنازل ويعطي توم بغير حساب.. والوحدة التي يغني لها الشمال ممنوع الرقص عليها بالجنوب. وأحزاب الأمة والاتحادي التي أكل عليها الدهر وشرب وتوسد وارتاح ضاع عليها الطريق فهي في داخلها تحتاج للاصلاح وتخرج لتحدث عن الاصلاح بلا اصلاح.. وفي وحدة السودان لا ولن يكون لها دور فحزب منقسم على نفسه وعاجز عن صناعة وحدته صعب عليه ان يوحد الآخرين خاصة اذا كانت هذه الوحدة وحدة قطر مترامي الاطراف شايل «العرب والزنج والحلب» اضافة «لحاجات تاني» من دول مجاورة وعموماً ففشل الاحزب السودانية والذي استمر عشرات السنوات يقف شاهداً على نفسه ولا يحتاج لأدلة وبراهين خارجية.. وان كنت قد اخفتكم وافزعتكم بالجريمة.. والدلالات حسب قانون الاموال المرهونة للبنوك.. وعرجت بكم في الاخبار والسياسة «وسايس ومسيوس» فها أنا أختم لكم بشكل مختلف.. اختم لكم بالرياضة والصفحات الرياضية فالرياضيون أيها السادة متحابون ومتواددون ومتراحمون وكالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا.. منافسات حامية ومولعة نار وينتهي كل شيء بنهاية المباراة.. وخلافاتنا الشرسة جداً «حنينه» للغابة ونارنا المولعة.. تنزل علينا برداً وسلاماً. «شجارنا» حلو «وكبسيباتنا زايدة حلاوة» ان تداوسنا «حجازنا» موجود.. وان وصل الامر حد المقاطعة.. فأولاد الحلال سرعتهم فائقة في التدخل.. نخاصم بعضنا لدرجة المحبة «وبسبب المحبة» مجنوننا عاقل وعاقلنا يصدر للمجانين.. أي «شكلة تنتهي بالتصافي» وأي «دشمان نهايته بالتآخي وإن طالبناكم سياسيين واقتصاديين بالتحلي بالروح الرياضية فذلك لأن روحنا رياضية من الاساس ويا شرائح المجتمع المختلفة نفخر ونفاخر أننا رياضيون نفخر اننا الرقم رقم واحد.. والذي لا يمكن تجاوزه.. وعليكم بالصفحات الرياضية بالصحف فهي مختلفة جداً عن كل الصفحات لا قتل فيها ولا اغتصاب ولا دلالات ولا وعود كاذبة ولا أحزاب متوفاة.. و«خليكم معانا».