الليلة الخميس يا أحبة.. وأنا شديد الاحتفاء والاحتفال بأي «خميس» في أي أسبوع.. أحب هذا اليوم كثيراً ومنذ أيام المدرسة.. كنا نغسل فيه أحزان ايام الأسبوع الستة.. بل كان يجتاحنا زهو الأعياد ويغمرنا فرح الأطفال البهيج.. كنت وقبل اليوم قد استأذنتكم بأن تكون ساحة شمس المشارق في أي خميس حديقة للأدب.. وروضة للغناء البهيج.. وخميلة من الأنس الرفيع.. بعيداً عن أهوال السياسة وأتونها المشتعل بالجحيم.. بعيداً عن قهر الإخوان ووجع الزمان.. وباسم الله نبدأ.. أول صفحات الاشراق «الخميسية» الفاتنة.. ولحسن طالعي.. وحتى أجد ما يدخل البهجة والفرح في قلوبكم الرائعة العامرة بالحب والود والمودة.. فقد كنت أمارس هوايتي التي أعشقها حد الجنون وأذوب فيها حد التلاشي.. وهي قراءة الصحف تلك التي مضت عليها سنوات بل عقود.. بدأت ب«ألوان».. وضعت أمامي أعداداً منها بعد أن نفضت منها غبار السنين.. ثم ارسلت لها عيوني.. وجل حواسي.. وكل أنفاسي صدفة وبلا ميعاد «وقعت» في مرمى عيوني صفحات من ألوان صدرت قبل خمسة عشر سنة وتزيد.. نسخة أثيرة عندي حبيبة إليّ.. كنت قد كتبت فيها مقالاً تحت عنوان «مات الهوى».. رائعة صلاح أحمد محمد صالح والرفيع الأنيق عثمان حسين الذي كساها بديع وأنيق الثياب من حالم الموسيقى.. لم أكتب ذاك المقال وأنا أتوه أو أتوجع.. أو أتحسر مع صلاح وعثمان بكاءً مراً على هجر محبوب.. أو رحيل عشق أو استشهاد غرام.. في تلك الأيام كنت أقاسي في حزن وأسى متحسراً على حال الوطن وهو بالكامل في قبضة الانقاذ.. وفي لحظة يأس وحزن فجيعة كتبت «مات الهوى» هوى الوطن في فؤادي وعقلي وبين تجاويف ضلوعي.. فقد اسقطت الأغنية العاطفية على الحالة السياسية.. وللمفارقة وفي عدد آخر من ألوان.. كان قد صدر قبل عام من الآن قرأت عموداً أنيقاً للصديق الحبيب «الحبوب» أحمد عبد الوهاب في أخيرة ألوان.. وهو يتحدث عن أسماء وأحداث وعندما جاء في مقاله ذكر صلاح أحمد محمد صالح عرَّف الاستاذ أحمد عبد الوهاب قراءه بأن اسم صلاح يقترن بلا فكاك مع «حقيبة الفن».. وكلنا وكل الشعب السوداني.. وعندما يأتي اسم صلاح تأتي معه مباشرة أغنيته الخالدة الفاتنة الفارهة البديعة «مات الهوى» وهي هدية إليكم في هذا الخميس البهيج.. فإلى مات الهوى.. أنا المظلوم جفاني حبيب فراقو الحار.. ليا ليهو لهيب أنا الحبيت.. وما خنت ولعهود الوداد صنت قضيت العمر في هواهم نسيت الدنيا إلا هم فلما نالوا مرماهم.. جفوني وقالوا حبي جنون أنا الأغروني بالجنة جعلت غرامهم سنة سكبت دموع في نجواهم وهبت الروح للقياهم أتاري الحب في دنياهم خداع ونفاق وملعب زور خلاص يا قلبي جافوك ونسوا الاخلاص ونسيوك فحاول انت انساهم ولا تحفل لذكراهم وقول للماشي يغشاهم أمانة تقول لمن هجروا فراقكم لينا امرو مريب محال ينفع اسير وطبيب