طلبت مني سيدة عراقية تعمل مُدرسة في الشارقة، ولها بنت صغيرة غاية في الجمال، أن أساعدها في أن تجد ابنتها فرصة على غلاف مجلة زهرة الخليج، التي تصدر عن مؤسسة الإتحاد للصحافة النشر آنذاك.. واصطحبت معي مصوراً باكستاني الجنسية من مكتب الإتحاد في الشارقة لتصوير البنت في منزل أسرتها.. وأكمل المصور عمله، ولكنه لم يكن التصوير مُرضياً لأسرة الفتاة ولا للمحرر المسؤول، وفكرت في أن استعين بالمصور اسماعيل قيلي، وكان مصور الصحيفة في مكتبها بدبي، واتصلت باسماعيل وشرحت له المطلوب، وأن هذه الأسرة تربطنا بها علاقة أسرية، وجاءني اسماعيل في الشارقة وركبنا سيارته واتجهنا صوب منزل الأسرة العراقية.. عند المدخل.. طلب مني اسماعيل أن أحمل عدة التصوير، وفوجئت بعدة صناديق من الحجم الكبير، تعاونا على حملها وادخالها وسط دهشة أهل البيت، نصب اسماعيل عدداً من الكاميرات على حواملها في الصالون، وركَّب عدداً من الشمسيات السوداء، وعدداً من كشافات الإضاءة، تحول الصالون في دقائق إلى ستوديو متكامل، تجاوب أهل البيت وأم الفتاة مع المشهد الرائع في الصالون، وأحست البنت الصغيرة بفرحة غامرة، وهي تستبدل فساتينها وتسريحة شعرها مرة بعد مرة، وبدأ الأمر حيوياً لها وجدياً ومهماً لأسرتها الصغيرة.. انتهى اسماعيل من التصوير بعد ساعتين تقريباً، وأحسن أهل البنت ضيافتنا، وقدرت لاسماعيل صنيعه، وفرحت الأم وأهلها بالصور الرائعة التي أحضرها اسماعيل للبنت، والتي أظهرت جمالها العراقي الأخاذ.. كان الأخ الصديق اسماعيل قيلي واحداً من أميز المصورين الصحافيين الذين عملوا في الإمارات العربية المتحدة، وفي صحيفة الاتحاد، والتي عمل بها لأكثر من ثلاثة عقود، ويعمل حالياً صحافيا حراً في دبي.. وعلي غرار اسماعيل قيلي، عدد كبير لا يستهان به من أميز المصورين الصحافيين الذين عملوا في دولة الإمارات العربية المتحدة في الصحف والمجلات، وفي وزارة الإعلام ووكالة الإمارات للأنباء (وام).. ومازال عدد كبير منهم على رأس عمله، ومنهم من غادر إلى بلده أو إلى مهجر آخر.. ومازال الأخ العزيز محمد الطاهر يعمل في صحيفة الخليج الشارقة، ومنتدباً من الصحيفة ذاتها مصوراً لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.. خلفاً للمصور عصام شمام من الصحيفة ذاتها، والذي كان مصوراً فوتوغرافياً للشيخ الدكتور سلطان القاسمي لعدة سنوات، وكان مصوراً متميزاً وجريئاً.. وفي المكان نفسه ما زال الأخ العزيز النعمة فرح مصوراً لسمو الشيخ سلطان منتدباً من وكالة الإمارات للأنباء، وله الكثير من الأسفار والجولات مع سموه حول العالم.. ومازال الأخ العزيز فرح داود مصوراً فوتوغرافياً لسمو الشيخ سعود بن راشد المعلا حاكم أم القيوين، وكان من قبل مصوراً للمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم أم القيوين السابق.. ولسنوات طويلة ظل الأخ العزيز الفاتح الزيلعي مصوراً تلفزيونياً لسمو الشيخ سلطان حاكم الشارقة، مازال في مكانه حتى الآن.. والأخ العزيز محمد عثمان مصوراً تلفزيونياً لحاكم عجمان، والأخ العزيز حسين القاضي مصوراً تلفزيونياً لحاكم أم القيوين الحالي والسابق.. وفي الصحف اليومية الاماراتية مازال الأخ العزيز الأستاذ حيدر فؤاد يواصل عطاءه المتميز في صحيفة الخليج، التي تصدر من الشارقة، وهو رئيس قسم التصوير بالصحيفة، وكتب بقلمه العديد الموضوعات ذات الصلة بالصور التي يلتقطها، وكلها تعبر عن روح وقلم وعدسة مصور فنان.. أما المصور الرائع اسماعيل قيلي فهو صائد الجوائز في مسابقة التصوير على امتداد عدد من السنوات في دبي.. كما كان للنعمة فرح، وحيدر فؤاد، وعصام شمام، ومحمد طاهر حظوظ موفقة في مثل تلك المسابقات.. واسماعيل قيلي الذي يعمل الآن مصوراً حراً يحظى بمحبة خاصة وتقدير كبير في دبي، وله علاقات وصداقات واسعة، وقد تزاملنا لسنوات طويلة في صحيفة الإتحاد، ولقد تعرفت عليه لأول مرة في عام 1979 عندما كنت مراسلا للاتحاد من أم القيوين وبمعية الصحافي الكبير سالم أحمد سالم الذي كان صحافياً متميزاً في مكتب الإتحاد في دبي منذ عام1978، وكان سالم سبباً في التحاقي بالإتحاد مراسلا ثم عندما انتقل للعمل في البيان التي صدرت في عام 1980 من دبي انتقلت معه مراسلا للبيان من أم القيوين منذ عام1980 وحتى 1985، وفي صحيفة الخليج عمل عدد من المصورين الفوتوغرافيين منهم كمال أحمد، أما الأخ الخلوق محمد طاهر فقد عمل لعدة سنوات مصوراً للخليج في مكتبها في ابوظبي ثم استقر به المقام في الشارقة، ليعمل بعد ذلك مع حاكم الشارقة.. وفي ابوظبي العاصمة هناك عدد مقدر من المصورين السودانيين في وكالة أنباء الإمارات(وأم) وفي وزارة الإعلام عبر مكاتبها في كل الإمارات وفي مدينة العين.. وهناك عدد من المصورين المشهورين الذين عملوا مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واذكر منهم الأخ جبارة يحيى جبارة وابوعبيدة، والأخ الفاتح الدخيري الذي كان كاتباً وشاعراً وله اهتمامات ملحوظة بالعلاقات الاجتماعية وقد بدأ في ثمانينيات القرن الماضي مشروع رابطة أو اتحاد للإعلاميين السودانيين في الإمارات.. ولا أنس الاخ طارق جبورة الذي عمل مصوراً في صحيفة البيان، وكان نشيطاً وذكياً وقدم الكثير من الريبورتاجات والتقارير الصحفية مع الصور المتميزة.. ولكل هؤلاء المصورين ثروة هائلة من الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لتاريخ الإمارات منذ اتحادها في عام 1972، إضافة إلى خبراتهم الثرة التي اتمنى أن يُستفاد منها في وطنهم الأم السودان، وأن يستفاد منهم في تدريب المصورين الفوتوغرافيين السودانيين من خلال شراكة مع اتحاد الصحافيين السودانيين والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات وجهاز السودانيين العاملين بالخارج.