ü إمعاناً في التدليل والحب يسمي المسيرية عاصمتهم المجلد ب«دينقا» ويقال إنها «أم» من حرمها خرجت كل ديار المسيرية الأخرى.. ومدينة المجلد التي عرفت أول استكشاف لخام البترول من حقل أبو جابرة الواقع غرب المدينة هي عاصمة المسيرية الأهلية، حيث مقر سلطنة وإمارة ونظارة بابو نمر أول ناظر لجميع المسيرية وآخرهم، قبل تقسيم دار المسيرية ل(نظارات) أو إمارات صغيرة ليبقى الناظر مختار بابو نمر زعيماً للجميع بالتاريخ والكسب وسعة الأفق!! ü المجلد كمدينة تشكو قلة الماء وشحه، رغم إنها تقع في حزام السافنا الغنية.. وقريبة من السلطة وهرم القيادة العليا «قرب الحدقة من العين».. كانت المجلد هي المنجم الذي لا ينضب في رفد الجيش وقوات الدفاع الشعبي بالمقاتلين الأشداء والمحاربين الذين يخشى التمرد بأسهم، منها تنطلق عمليات «المغيرات صبحاً» والعاديات، وإلى آخر أسماء النجوم السوامق لأيام كانت فيها ثورة الإنقاذ فتية لا تبالي بالرياح. ü المجلد حالها اليوم كحالها القديم.. شح في مياه الشرب، فقر يضرب القرى والفرقان، ومستقبل تحت رحمة المفاوضات التي تجري بين الشريكين وبين القبيلتين «المسيرية والدينكا»، ومن إشراقات الحكومة الحالية الاستعانة بقيادات مثل الدكتور رحمة عزاز عجاج الذي أسندت إليه إدارة محلية المجلد وأبيي في ظروف بالغة الدقة، شديدة التعقيد، لينصرف جهده- أي المعتمد عجاج- نحو مشروعات التنمية الصغيرة بقدرات المحلية الذاتية، ورعاية المشروعات الكبيرة مثل طريق المجلد- الميرم- أويل واحد، وطريق المجلد- أبيي- والمجلد- بابنوسة- الفولة، حيث تلتقي جميع تلك الطرق عند عاصمة المسيرية المجلد التي تحتضن غداً الثلاثاء اجتماعاً للشركات العاملة في الطرق، بحضور وزير الطرق المهندس عبد الوهاب عثمان والوالي هارون. ü الدكتور رحمة عزاز جلس في كرسي كان ملتهباً وساخناً، حيث الصراع السياسي والتنافس بين قيادات المنطقة من أجل الزعامة، والمناوشات العسكرية في منطقة أبيي واختراقات الحركات المتمردة في دارفور للأمن هناك، وقيام بعض الأفراد بقطع الطرق، ونهب وسلب الأجانب العاملين في حقول النفط، لكن المعتمد عجاج انصرف كلياً لمعالجة الأمراض التي تعاني منها المنطقة ليجمع شعث المنطقة بعد طول خلاف، ونجاح الدكتور رحمة عزاز في مهمته الصعبة يعزز صحة النظرية القائلة بأن مناصب المعتمدين ينبغي اسنادها لأهل الخبرة والتجربة العملية، وإلا كيف كانت منطقة المجلد قبل سنوات، وإلى أين تتجه بعد شهور من الآن باكتمال مشروعات الطرق. ü على عاتق المعتمد عجاج والحكومة الولائية انفاذ مستشفى المجلد الذي انفقت فيه الدولة مليارات الجنيهات ولم يفتتح بعد، لأسباب يعملها حتى النائب علي عثمان محمد طه، لكن حتى لا تجرح الحكومة كبرياء بعض ممن تحب، آثرة أن يبقى المستشفى كما هو، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.. ونجاحات عجاج التي نرها بعين المراقب لن تبلغ مقاصدها دون فك طلاسم مستشفى المجلد.