«البتغبن بندي بندول».. كلمات حارقة أطلقها القيادي بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع قبيل انعقاد الانتخابات العامة الماضية في أعقاب موجة من التفلتات ضربت الحزب، واختار بعض القيادات الترشح بمعزل عن خيارات الوطني التي حددها مكتبه القيادي، مثل القيادي بالنيل الأزرق باكاش طلحة الذي خاض انتخابات منصب الوالي وأحرز نحو عشرين ألف صوت كانت سبباً في هزيمة الحزب بالدمازين بعد أن كان الفرق بين أصوات مرشحي الوطني والحركة الشعبية نحو عشرة آلاف صوت - على ما أعتقد - إذ ساهمت خطوة باكاش في «تشتيت» الأصوات، وكان بعض أنصار الحزب قد أظهروا تبرمهم عقب تجاوزهم الحزب في الاختيار. الآن يعتزم الوطني عقد مؤتمراته العامة التي ستنطلق الشهر المقبل في كل الولايات، وبالقطع يضع الحزب في الاعتبار مسألة التكتلات وراء قيادات أو على أساس قبلي مما يضر بالعملية الإجرائية وانتخاب المرشحين لمنصب الوالي خاصة وأن بعض الصدامات صاحبت بعض مؤتمرات المحليات في عدد من الولايات مثل الشمالية، النيل الأزرق وبعض الشيء النيل الأبيض وهو ما دفعنا لطرح سؤال على القيادي بالحزب نائب الرئيس السابق د. الحاج آدم في حوار أجريناه معه مؤخراً حول توقعات وقوع الوطني في فخ الصراعات عند انعقاد مؤتمراته العامة بالولايات، وقلل آدم من المسألة مقارنة بعقد الحزب ل (27400) مؤتمر أساس، وقال: «لك أن تتصور الإختلافات التي يمكن أن تحدث في تلك المؤتمرات، لكن أطمئنك أن هذه المؤتمرات سارت بشكل جيد والذي حدث بداخلها عندما تنسبه لعدد تلك المؤتمرات لا تأثير له»، وكان صريحاً بإشارته إلى إعداد الحزب لمؤتمرات الولايات التي لم يستبعد أن تحدث فيها صراعات سياسية أكثر، وعزا ذلك إلى أن تلك المؤتمرات سترشح خمسة مرشحين يختار المركز من بينهم مرشح لمنصب والي الولاية وقال: «لهذا السبب أتصور أن تكون هناك بعض المنافسة لكن نحن نصيحتنا لعضويتنا أن لا يطلب الشخص الموقع، وإذا التفت مجموعة حول شخص محدد لكي تدفع به في موقع محدد نصيحتنا له أن لا ينجرف وراء هذه المجموعة حتى لا يدخل في خلاف مع المجموعات وأن يترك الأمر للكليات الشورية لتمضي في خياراتها دونما أي تأثير. تحسبات الحزب لفيضان من التكتل والتفلت في المؤتمرات العامة بالولايات بتصميمه ل «سدود» و«تروس» لوقف جريان تلك المشكلات التي من الممكن أن تغرق الحزب بالولايات في بحر المشكلات ستجعل الحزب في مأمن من أي تصدعات أو انشقاقات محتملة قبل قيام المؤتمر العام، وقد أبدى أمين الإعلام بالحزب ياسر يوسف اطمئنانه للترتيبات الجارية لعقد المؤتمرات العامة وقال ل «آخر لحظة»: «ندرك أن قيادات الحزب وعضويته متفهمة تماماً لدورها ومدركة للوائح والنظام الأساسي للحزب»، وأبدى ثقته في تماسك الحزب مهما حدث، بينما ترى قيادات في الحزب أن التفلت يجب أن يحسم عبر المؤسسة المعينة، فعلى مستوى الولايات تحسمه الكليات الشورية المعينة. مصطلح «بندول نافع» الذي بات معروفاً في المشهد السياسي يقود لتساؤل.. هل سيتم التعامل مع المتفلتين أو الخارجين على المؤسسية بذلك البندول؟.. خاصة وأن نافع عُهد فيه حسم صراعات الولايات بشيء من القوة وهو الأمر الذي أكده د. الحاج آدم الذي قال إن نافع كان قوياً في قراراته وقوياً في مواجهته للأفراد الذين ينفلتون لكنه كشف عن استخدام ذات العنف الذي كان يمارسه د. نافع وهي رسالة تهديدية صريحة مهمة في هذا التوقيت، ومن الواضح جداً أنها ستغلق الباب الذي يُنتظر أن تدخل منه رياح ساخنة. التناحر والتناطح المحتمل ينتظر وقوعه في ولايات بعينها، ونحن نرى قيادات بالحزب تقود هجوماً صريحاً على بعض الولايات وصل إلى الصحف، وهذا دافع قوي للمؤتمر الوطني أن لا يتهاون في حسم أي خروج عن الصف.