ارتبط في الأذهان منذ زمان بعيد أن منطقة (ناوا) بمحلية القولد بالولاية الشمالية- كما تقول الأسطورة التي لم تثبت صحتها- «إنها بلدة سحاحير» وحتى وقت قريب ظللنا نسمع القصص والحكاوي المنسوجة من الخيال والمرتبطة بسحاحير هذه المنطقة، ولكن المعروف عن منطقة (ناوا) أنها مسكونة بسحر من نوع خاص، سحر التفوق والنجاح بتحقيق أبنائها وبناتها مراكز متقدمة في امتحانات الشهادة السودانية، وليس آخرهم النابغة اهداء أحمد كنه التي أحرزت المرتبة الأولى في امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام على مستوى الولاية الشمالية، والمركز (47) على مستوى السودان بنسبة نجاح بلغت (94.6%) وناوا ليست وحدها التي عرفت بتفوق أبنائها فقد تشاركها في ذلك منطقة امنتقو، والتي أهدت السودان الكثير في شتى المجالات ويكفيها شرفاً أنها مسقط رأس الشهيد عبيد ختم، وأمنتقو لا تغيب شمسها عندما يذكر النجاح والتفوق، فقد تربعت ابنتها النابغة سماح ساتي على المركز الثاني على مستوى الولاية في امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام، بتحقيق نسبة نجاح بلغت (94.1%) والمركز (80) على مستوى السودان، وشهدت محلية القولد السبت الماضي أضخم احتفال بالمتفوقين بالشهادة السودانية من أبناء منطقة (ناوا وامنتقو) بقيادة إهداء وسماح تنادى له نفر كريم من أبناء منطقة امنتقو بقيادة الشيخ علي محمد علي العمدة رئيس لجنة تطوير المنطقة، وشرف الاحتفال والي الولاية الشمالية دكتور إبراهيم الخضر، وعدد من المسؤولين والدستوريين من أبناء المنطقة.. وأكد الخضر خلال مخاطبته الاحتفال اهتمام حكومته بمجال التعليم.. وقال إن الولاية انفقت على الكتاب المدرسي والإجلاس في العام الماضي أكثر من (7) ملايين جنيه مؤكداً أنهم بصدد تشييد (47) مدرسة في محليات الولاية المختلفة.. بجانب استصدار قرار بحبس وغرامة كل من يتباطأ في إكمال تعليم أبنائه حتى المستوى الجامعي.. كاشفاً عن تعيين (631) معلماً لهذا العام بالولاية، وأعلن الخضر عن التزام حكومته بتشييد (4) فصول بمدرسة أمنتقو الثانوية للبنات بتكلفة (471) مليون جنيه.. بجانب منح أول الشهادة بالولاية قطعة أرض بمدينة دنقلا وإهداء أسرة سماح تكاليف أداء شعيرة العمرة، بالإضافة لتحفيز معلمي مدرسة امنتقو الثانوية بمبلغ (7) آلاف جنيه. من جانبها تعهد وزير التربية والتعليم بالولاية هويدا إبراهيم بسد النقص في الإجلاس بمدرسة (امنتقو) وأعلنت عن رعاية الوزارة ودعمها.. وفي السياق أعلن الشيخ علي العمدة رئيس لجنة تطوير منطقة امنتقو بالتزام أبناء المنطقة بصيانة وتأهيل (4) فصول بمدرسة أمنتقو الثانوية للبنات بتكلفة تصل إلى (471) مليون جنيه، وثمن دور حكومة الولاية في حل قضايا المواطنين بالمنطقة، وتعهد باستمرار الجهود لإكمال ما تبقى في جانب التنمية بالمنطقة.. كاشفاً عن تجهيز المعدات الخاصة بشبكة مياه الشرب.. داعياً حكومة الولاية للإسراع في كهربة المشاريع الزراعية بالمنطقة، ومساندة أبناء المنطقة لإكمال ما تبقى في جانب التنمية كاشفاً عن وصول المواد الخاصة بصيانة وتأهيل المدرسة والاتفاق مع المقاول على المشروع في العمل فوراً. أما المحتفى بها سماح ساتي فقد قدمت كلمة رصينة إنابة عن المتفوقات عبرت من خلالها عن شكرها وامتنانها لكل من وقف معها وساندها حتى تحقق هذا الانجاز، على رأسهم معلمي ومعلمات مدرسة المتفوقات بمدينة دنقلا وأسرتها، وخصت بالشكر شقيقها الأصغر (محمد ساتي) والذي قطع على نفسه عهداً بتحقيق نجاح وتفوق أكبر وإحراز المرتبة الأولى في امتحانات الشهادة السودانية على مستوى السودان بعد أربع أو خمس سنوات.. وقال إننا لن نفرط في النجاح والتفوق الذي حبا به الله تبارك وتعالى أفراد الأسرة.. الاحتفالية كانت كبيرة تناسبت مع عظمة المناسبة، فقد كان الفن النوبى حاضراً والدليب أو (الطمبور) حجز موقعه مبكراً في الاحتفال، وقدمت فرقة البطاحين الشعبية عرضاً جميلاً بالسيف تفاعل معه الحضور، وأبدع الشاعر الفذ الفاتح إبراهيم بشير كعادته في تقديم فقرات الاحتفال بصورة نالت إعجاب ورضاء الجميع.