كان عبد الله الطيب جدّو نائباً عن دائرة الفاشر منتمياً للحزب الإتحادي ، كان ذلك في الأيام التي كانت فيها الحزبية تعزز النسيج القومي و متفوقة على القبلية و الجهوية ، فيجمع الحزب الإتحادي بين (جدو) القادم من الفاشر، ومحمد جبارة العوض القادم من كسلا ، ولو ترك الأمر للقبيلة أو الجهة كما هو الآن لما إجتمع جدو و جبارة على صعيد واحد .. النائب جدو جاء أيضاً إلى مجلس الشعب، وكان مشاكساً مناكفاً،لا يفوز مقترح يقدمه..وذات مرة فاز له مقترح غير مهم، فهنأه مازحاً الشاعر إسماعيل حسن ذاكراً مشاكساته فقال : الليلة يا جدّو حصان النصر ليك شدو .. يجيبو عديل تقول قدو .. و تقدو براك تقول سدو ... هذه الأبيات توائم مواقف المؤتمر الوطني من الحوار الذي دعا له المؤتمر الوطني، حيث تصدر عن رموزه تصريحات تنفّر من يرحب بالحوار، و تستجدي من يرفضه، كالتصريحات التي تشدد على ضرورة محاكمة السيد الصادق المهدي لتحريضه مجموعات مسلحة حسب تصريح السيد محمد الحسن الأمين، بينما المجموعات المسلحة ذاتها موعودة من الأمين ذاته بالعفو إذا جاءت للحوار.. وهي حالة أشبه بحالة جدو الذي يسد حين يقد الآخرون!! ويقد عندما يسدون.. ولو حضر الشاعر إسماعيل حسن أجواء الحوار العجيب الذي يدور هذه الأيام لخاطب قيادي المؤتمر الوطني: الداير الحوار(تطفشو) والمابي الحوار (تفتشو). محمد الحسن الأمين مثل دكتور أحمد بلال الذي صرح بتحريك إجراءات جنائية ضد الدكتورة مريم الصادق المهدي. كلا الرجلين غير عابيء بأضرار إستدعاء الحرفية (القانونية) إلى عملية (سياسية) ويجسدان(فهماً) يختلف معه أصحاب (رؤى) أخرى في الحزب، و هذه هي ثغرة حوار الوثبة، أي إفتقاره لرؤية موحدة. يتضح ذلك من نفي دكتور مصطفى عثمان و آخرين أن يكون رأى الأمين معبراً عن رؤية الحزب أو الحكومة.. نذكر الحكومة لأن أحمد بلال ليس عضواً في الحزب صاحب مبادرة الوثبة، فلا تبقى له غير الحكومة يزايد من منبرها. تزداد أهمية توحيد إرادة الحزب الحاكم بعد التوقيع على إعلان المباديء في أديس أبابا برعاية أمبيكي الذي جمع كل المعارضة السلمية و المسلحة على صعيد واحد حين جعل غازي صلاح الدين ممثل سبعة المعارضة وأحمد سعد ممثل سبعة الحكومة، وإنابة عن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بكل ثقله، ومالك عقار رئيس الجبهة الثورية، جعلهم يوقعون على ذات الوثيقة بجانب الصادق المهدى بوزنه السياسي المعروف.. ولم يبق سوى الحزب الحاكم الذي لن يطيل الإنتظار و هو يرى جموع المعارضين تصطف في جبهة واحدة، وعليه يرجح أن يوحد المؤتمر الوطني رؤيته قبل فوات الأوان .